اختارت الولايات المتحدة تاريخ 14 ماي 2018 لنقل سفارتها إلى القدس تزامنا مع احتفال إسرائيل بتأسيس دولتها المزعومة، تقول تقارير أن الإحتفال سيحضره الرئيس الأمريكي رونالد ترامب، فيما اختار الفلسطينيون تاريخ 15 ماي للإحتفال بيوم النكبة في ذكراها السبعين ( 1948-2018 )، حيث ستنظم مسيرة باتجاه السياج الحدودي في غزة، فنقل السفارة الأمريكية إلى القدس حلم طالما انتظرته إسرائيل من أجل إعلان الإعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل، هذا القرار وصفته بعض الدول بالشجاع، لأن الولايات المتحدة الأمريكية و هي تصدر هذا القرار، لم تراع رد فعل الأنظمة العربية ، و ماذا سيكون موقفها و كذلك المنظمات و الحركات، بما فيهم حركة فتح التي لم تحرك ساكنا في رد العدوان الأمريكي الإسرائيلي و نصرة القدس، في ظل الصراع الدائر في الساحة الفلسطينية و مطالبة الشعب الفلسطيني بتنحية الرئيس محمود عباس، و هو ما أكده اليوم ( الجمعة ) المفكر العربي منير شفيق، حيث قال: "لقد تبين بالتجربة أن كل سياسات الرئيس محمود عباس مأزومة، ومضرة بمنظمة التحرير الفلسطينية وبالشعب الفلسطيني وحقوقه وثوابته، وهو في حالة فشل دائم ومستمر، و أضاف : إذا كان عباس لا يستطيع حماية نفسه في الضفة، وهو معزول فيها، فكيف به أن يهدد قطاع غزة أو حركة حماس!؟ ، طبعا أمريكا تعرف جيدا أنه لا صوت للعرب في مثل هذه القضايا و لا يمكنهم أن يجدوا حلولا لحل المشاكل و وضع حد للصراعات، لأن اللوبي الصهيوني بمساندة الولايات المتحدة يملك مخططات و استراتيجيات للقضاء على كل ما هو فلسطيني لا لشيئ إلا لأنه مسلم، و هي بذلك غايتها القضاء على الإسلام و محو آثاره من خريطة العالم.
الجميع يندد بأن إسرائيل دولة تسير عكس المسار الطبيعي للبشرية، و تسير ضد كل الخيارات الممكنة التي قد تفتح الباب أمام تسوية تاريخية، لكن لا أحد وضع اليد على اليد و رفع شعار الإتحاد الحقيقي لتحرير القدس، و اكتفوا بتقديم الغذاء و الدواء للمحاصرين، لن يتحقق النصر في وجود التطبيع العربي الإسرائيلي، هذا التطبيع الذي دفع بإسرائيل القول بأن النكبة أصبحت عند الفلسطينيين مجرد ذكرى ، و تناست أن الحلم ما زال قائما في قلب كل فلسطيني، فذكرى النكبة هي بمثابة ناقوس يدق ، ليذكر إسرائيل و حلفائها بتلك الأجيال التي هُجَرت وشُرَدت من أراضيها وقراها داخل فلسطين، و دفعتهم جرائم العصابات الصهيونية لترك أرضهم مجبرين، طبعا الفلسطينيين ليسوا في حادة إلى من يذكرهم هذه التاريخ، لأن الذي ينزف دما ليس كالذي أساله، لكن هل تكفي التظاهرات و المسيرات في الشوارع لاسترجاع الحق المهضوم؟، الحق المغتصب و العرب تتفرج، كمن يشاهد مسرحية تعاد فصولها من ذكرى لأخرى، فرغم دعوات المجتمع الدولي بالضغط على حكومة إسرائيل للانسحاب من الأرض الفلسطينية وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية ، لن تكون هناك استجابة إسرائيلية أو أمريكية طالما العرب غارقين في سباتهم ، و قد رفعوا شعار التطبيع و في مقدمتهم السعودية التي سمحت لمجالها الجوي عبور الطائرات الهندية نحو مطار بن غوريون في تل أبيب.
علجية عيش