في عرض ديابوراما قدمه الإعلامي عبد السلام يخلف إحياءً لذكرى وفاته ال: 15
-----------------------------------------------------
قاد الشاعر و الإعلامي عبد السلام يخلف أستاذ العلوم السياسية بجامعة قسنطينة 03 الجمهور القسنطيني في رحلة عبر الزمن الذهبي إلى عالم محمد ديب و إرهاصات الكتابة الجزائرية لاسيما تلك التي أجبر أصحابها على الكتابة بلغة المستعمر ، أو ما نسميهم بالأدباء الفرانكفونيين، و نصيب الأدب الجزائري من الآداب العالمية، و إشكالية القراءة لدى المبدعين و النقاد و درجة الوعي الإبداعي لاسيما ما تعلق بأدب المنفى، و ذلك في عرض ديابوراما احتضنته قاعة المحاضرات بالمكتبة العمومية مصطفى نطور قسنطينة بحضور نخبة من المثقفين و الإعلاميين و منهم الدكتور عبد الله حمادي و الإذاعي مراد بوكرزازة و غيرهم، يأتي هذا العرض إحياء للذكرى الخامس عشر لوفاة الأديب محمد ديب المصادفة للثاني من ماي 2003 بسان كلو إحدى ضواحي باريس ، كانت رحلة استطلاعية قام بها الإعلامي عبد السلام يخلف ليصل إلى قبر الأديب محمد ديب المدفون في المنفى، ففي عرض ديابوراما أبحر الأستاذ عبد السلام يخلف عبر أمواج الصورة و الكلمة إلى حياة الأديب و كيف هي الحياة في المنفى، و شعور المهجرين قسرا الذين يقيمون بعيدا عن وطنهم الأم، لاسيما أصحاب الفكر من الكُتّابِ و الأدباء، أين تجبرهم الظروف أن يكتبوا عن أوطانهم بلغة المستعمر، و في مناخ كله سياسي يخوض فيه الأديب غمار معركة قد لا تكون في صالحه، و يعتبر الأديب الفرانكفوني محمد ديب واحد من الأدباء الذين كتبوا عن البؤس الجزائري أيام الاستعمار، أمثال مالك حداد، كاتب ياسين، مولود فرعون ، مولود معمري و آسيا جبار الذين احتضنوا اللغة الفرنسية كأداة للكتابة ليباغتوا بها الفرنسيين، و قد عبّر محمد ديب نفسه عما يسمى بالقطيعة عام 1950 بقوله: " إن طاقات الإبداع كلها التي يتحلى بها كتابنا و فنانونا إذا ما وضعت في خدمة إخوانهم المضطهدين، ستجعل من النصوص التي ينتجونها أسلحة تستخدم لاستعادة الحرية، و كما يقول مصطفى ولد يوسف، فقد خطا هذا الأدب خطوة عملاقة نحو تأسيس النواة الأولى لأدب جزائري ليزيل الظنون على أصالة الشعب الجزائري الأبيّ.
محمد ديب كما قيل عنه المبدع بلغة موليير، و كما قال عنه عبد السلام يخلف هو ذلك الرجل الذي ماانفك يتحدث عن الإنسان و علم بدايات الأشياء، صورة تنقل الإنسان إلى القبعات الحمراء التي زرعت الرعب في القلوب، فبين المحطات يصل الإنسان إلى مبتغاه، فقد تحدث محمد ديب عن النور و اللعنة التي ارغمته على البقاء في المنفى، و بلغة أدبية تتسرب إلى القلوب مباشرة و دون استئذان يتحدث عبد السلام يخلف عن المربع رقم 103، و هو بلا شك قبر محمد ديب و كيف وصل إليه ، تساؤلات كثيرة طرحها يخلف عن هذا الرجل الذي لم يسعه الوطن الكبير فاختار حياة المنفى، وليرسم صورة إبداعية كيف تضيق الأوطان على رحابها، فالقليلون وحدهم يعرفون محمد ديب الأديب المنفي، من خلال كتاباته التي ينتقد فيها النظم الإستعمارية، فكان موضع قلق للحكومة الفرنسية التي قررت نفيه، إلا أن الأغلبية لا تعرف هذا الرجل إلا من خلال روايته الدار الكبيرة و الحريق التي أعلنت إرهاصات الثورة، و هذا يدل على أن الجمهور الجزائري يؤمن بالصورة أكثر من إيمانه بالكلمة ، رغم أن الإثنتان تعبران عن واقع أليم، و الحديث عن الأدب الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية (الفرانكفوني) يقود إلى الحديث عن الصراع بين الكتاب الفرانكفونيين و العروبيين و كيف يمكن هدم الجدار القائم بينهم، قال الأستاذ عبد السلام يخلف في رده على ىسؤالنا أن هذه الإشكالية مطروحة مند زمن، و هناك أطراف تريد أن تسيّس القضية، و أضاف أنه لا مشكلة أن نكتب أو نقرأ بالعربية أو بالفرنسية، لكنه و بتحفظ شديد أشار بالقول أن هناك من الفرانكفونيين يصفون العروبيين بالرجعية، لكن الحقيقة شيئ آخر، و في كل الحالات نبقى جزائريين تشغلنا قضية واحدة هي الوطن مهما اختلفت اللغة، و هذا يقينا الإحراج و يغنينا عن الدخول في متاهات، ليشير أن الذين يكتبون بالفرنسية لا يقرأون بالعربية، بينما الذين يكتبون بالعربية يقرأون كل ما هو مكتوب بالفرنسية، و قد قاده الحديث عن ذكر أسماء أدباء عرب غير معروفين في الساحة الأدبية على غرار الأديب صلاح عبد الصبور، وأكد أن الفكرة هي كيف نخلق ديناميكية إبداعية، و كيف نتعامل مع هذه القضايا، و أن نتخلص من كل العقد التي تجعلنا نتراجع إلى الوراء و نكون في مؤخرة الصفوف، و اختتم حديثه بأن الفرانكفونية تبقى ثقافة عالمية وعلى كل واحد أن يقرأ باللغة التي يفهمها داعيا إلى قراءة محمد ديب و الأفكار التي حاول أن يوصلها إلى الآخر.
علجية عيش
- المرفقات
- 1525437417.jpg
- لا تتوفر على صلاحيات كافية لتحميل هذه المرفقات.
- (40 Ko) عدد مرات التنزيل 0