"والقلم" walqalem مناضلة
عدد المساهمات : 168 تاريخ التسجيل : 14/10/2015 العمر : 58 الموقع : www.http://altawasol-news.blogspot.com/
| موضوع: يوم وطني للعقم,,, الأربعاء أكتوبر 14, 2015 10:08 pm | |
| لم تعد ظاهرة اختطاف الأطفال في الجزائر و اغتصابهم ثم قتلهم بالجديدة، فقد اعتادت الصحف ان تنشر أخبار أطفال اختطفوا من هنا و هناك و تعرضوا للاغتصاب تحت التهديد و التعذيب و بكل الوسائل الوحشية، من قبل أشخاص تجردوا من كل معاني الإنسانية، أناس لا هِمّة لهم و لا ضمير، بحيث لم يرأف بهم صراخ الأطفال و توسلاتهم، و الغريب في الأمر أن جل الذين اختطفوا وعثر عليهم مقتولون ينتمون إلى الطبقة الشعبية، فلا سمعنا مرة أن ابن مسؤول كبير في الدولة تعرض للاختطاف في الجزائر، و كأن أبناء الفقراء وحدهم المقصودون، و هذا يعني أنه لا يجب على أبناء الفقراء أن يكبروا و يدرسوا و يبنوا لهم مستقبل وتكون لهم مكانة في المجتمع، و هو يعني أيضا أنه وجب على كل النساء ان تستاصل رحمها، و تبارك العقم حتى لا تفجع في فلذة كبدها، و باختصار شديد يمكن القول أنه وجب اليوم أن تنظم وزارة التضامن و الأسرة يوما وطنيا للعقم، و هكذا نشجع النساء على عدم الإنجاب حتى لا تفجع كل أمّ في يوم ما ، في فلذة كبدها، طالما هو الحل الوحيد للقضاء على هذه الظاهرة التي عجزت السلطات العليا على حماية الأطفال و توفير لهم وسائل الأمن و الوقاية، و ضمان حقهم في الحياة.
و يمكن القول أن المسألة لم تعدد تتعلق بمعرفة من هو القاتل و معاقبته، لأن العقاب لن يقضي على الظاهرة و لن يعيد من اختطف و قتل إلى الحياة، فالباحثين في علم الاجتماع طرحوا تساؤلات عديد حول جملة من القضايا الاجتماعية، و بخاصة ظاهرة الاختطاف و القتل، و حاولوا أن يصلوا الى أسباب القتل و دوافعه، و إن كان القتل مرض اجتماعي مزمن؟ و أن مرتكب الجريمة مصاب بمرض ما ، و وجب علاجه، ليس الحديث هنا عن القتل الجماعي الذي عادة ما يحدث في حادث مروري أو اصطدام بين جماعة إرهابية لخلافات سياسية دينية أو طائفية مثلما يحدث الآن، و إنما القتل الصامت الذي ينفرد صاحبه بفريسة يجدها سهلة بين يديه، يتفنن في تعديبها و قتلها، يمارس فيها كل فنون التعذيب قبل أن يجهز عليها، و يتركها جثة بلا رحمة و لا شفقة، و هذه القضايا تحتاج إلى الكثير من الدراسات النفسية و الاجتماعية من قبل الأخصائيين، و إيجاد لها الحلول الممكنة، لإنقاذ الجاني نفسه ، و إخراجه من عالم يكون دخله مجبرا لأسباب اجتماعية ، اقتصادية أمنية و سياسية، كما أن المرض النفسي عادة ما يقود صاحبه إلى انتهاج طريق العنف، و هو ما أكدته العديد من الدراسات، التي أجريت في الميدان بأن مريض النفس عادة ما يكون عنيفا وعدوانيا نتيجة لهذا المرض، خاصة في مثل هذه الحالات، فاختطاف طفل بريء و تركه للجوع أو تعذيبه ثم قتله لا ينبع إلا من نفس مريضة، لأن الإجرام له خصائصه، و جريمة قتل طفل تختلف عن جرائم الاعتداء على الأشخاص والأموال من الناحية البسيوكولوجية.
علجية عيش
| |
|