جهاد قلم
جهاد قلم
جهاد قلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جهاد قلم

جهاد قلم - djihad qalem -منتدى يهتم بالشأن العربي و قضايا المثقف
 
الرئيسيةالرئيسية  القومية العربيةالقومية العربية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 يوم سقط "الحسين"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
"والقلم" walqalem
مناضلة
يوم سقط "الحسين" 1-77


عدد المساهمات : 168
تاريخ التسجيل : 14/10/2015
العمر : 58
الموقع : www.http://altawasol-news.blogspot.com/

يوم سقط "الحسين" Empty
مُساهمةموضوع: يوم سقط "الحسين"   يوم سقط "الحسين" Emptyالجمعة أكتوبر 16, 2015 10:06 am

ضريبة من أجل الوفاء (حيدر حيدر) :arrow:

كانت الظهيرة قد حلت، و انتصف النهار، كان شبيه "الحسين" ممتطيا صهوة جواده أمام كراديس مقاتليه المشاة، نفخ في صور نفخة عجيبة طويلة حزينة، و برزت حيث معسكر أعداء الحسين كوكبة من خيالة بثياب حمر و خوذ من زنك تتبعها كوكبة من راجلين مسلحين بعصي و نبال و رماح، قرعت طبول بنسق واحد و توقفت، ساد صمت قصير، قبل أن يصيح الفارس ذو الثياب الحمر،ـ من يبارز؟ هازا سيفه اللامع في الهواء الحار، التفت الحشود إلى الكراديس المقابلة التي برز منها شاب عليه ثياب خضر على صهوة جواد بنيي غامق هزيل ، مجلل بقماش ، و توقف أمام السيد، قبّله هذا و مسح رأسه بيده، ثار غبار انعقد فوق الرؤوس و تقدم الفارس ذو الثياب الحمر، قرعت الطبول بين عويل الجمهور، سقط الفارس ذو الثياب الخضر، نظر الصبيّ إلى الجسد الممدد...، كان غبار قد أخد يلوح غبار اصفر داكن خشن، جارح قد تصاعد،قال أحدهم: "لقد اغبرّت"، قال آخر: هكذا اغبرت يوم سقط الحسين، و هذه دماؤه ممزوجة بالغبار العاصف... انطلقت صيحة جبارة من مئات الحناجر " يا حسين"..، قال "الشمر بن ذي الجوشن" أنا قاتل الحسين الذي سيرضى عني سيدي الخليفة و يقدم لي "النبيذ" في كاس ذهبي، بينما يشرب هو من الدم عابثا بشفتي الحسين التي كان النبيّ يقبلهما منتشيا بحفيده الصغير.

دق قلبه من جديد، سيخوض المعركة مرة أخرى، مرة أخرى سيفتح باب الجحيم الذي سيقوده إلى الصراط المستقيم، بينما النيران تلتهب تحته، نيران الدنية التي أحرقت مخيم "الحسين" ، الذي تسكنه النساء و الأطفال، لم يبق في الميدان سوى "العباس" حاملا "طفل الحسين"، الرضيع طالبا له الماء في ذلك اليوم الذي سقي فيه الرّضيع سهما في رقبته بدل الماء، عاد "العباس" بطفل الحسين مع صياح و بكاء الحشد الذي تعالى، فالتفت الحسين إلى الحشد حاملا بيديه طفله القتيل، عارضا مأساته على جمهور باكٍ متألم يشهد المأساة تعاد على قطعة أرض ترابية خارج التاريخ، وانطلق حين ودّع العباس أخاه الحسين إلى المعركة التي ستنتهي بسقوطه أيضا...، مات الحسين، و ظل الشبيه يسقط كل عام ينهض في نهاية الفاجعة ، في نهاية دوره دون جروح منتظرا موته النهائي شهيدا من أجل الوفاء...

أخذت الأمهات أبناءها إلى قبر "الحسين" و قالت: هذا فداؤك، و اجعل دمه يسيل من أجلك، و انهض معه لتنصر المظلومين....، هاهو واحد من أنصار الحسين يقول: كل عام أذهب إلى كربلاء، و في المخيم أحمل سيفي و ألبس كفني و أضرب رأسي بسيفي حتى يسيل منه الدم، و أنضمُّ للمواكب التي تصرخ على إيقاع الطبول و الأبواق " حيدر حيدر "....، يأتي الحسين على جواده، يدور بهدوء و اتزان دورة واحدة، يلقى نظرة رفق و حنان، يحني رقبته، يتشبث بها جميع أنصاره حتى يصبحون فوق ظهره مثل فارس صهل لوقت طويل، ثم ينطلق إلى الأعلى، إلى فضاءٍ لامعٍ مُرَصّعٍ بالنجوم...

عن قصة "الشبيه" للكاتب العراقي نبيل ياسين استحضر فيها المعاناة و المجابهة و الأحلام و هو يرحل من منفى إلى منفى
علجية عيش
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://altawasol-news.blogspot.com/
 
يوم سقط "الحسين"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جهاد قلم :: لقاء الحضارات المختلفة :: القومية العربية :: نحن و الآخر..من أجل التعايش السلمي-
انتقل الى: