البيت الأبيض أصدر كتبا خاصة لتدريبهم على استعمال السلاح
حقوقيون:إدماج أطفال في صفوف الجهاديين جريمة إنسانية
لماذا ينضمّ أطفال لتنظيمات الجهاد؟ و لماذا يقبلون أن يكونوا انتحاريين؟ سؤال يطرحه الآن و بإلحاح علماء الاجتماع و الحقوقيون ، فالأمر حسبهم ليس مماثلا بالنسبة للكبار الذين واعون بالنهاية الحتمية لإقدامهم على عمليات انتحارية باسم الجهاد ودخول الجنة و اعتبر حقوقيون ومحللون اجتماعيون أن إدماج أطفال في صفوف الجهاديين من جرائم الحرب، و على المنظمات الحكومية و غير حكومية التدخل السريع لإنقاذهم
برزت ظاهرة الأطفال بالتنظيمات الجهادية واستخدامهم الخبيث لأهداف سياسية وعسكرية و دينية بالدرجة الأولى، و ظهر ما اصطلح عليه بالأطفال الانتحاريين في نيجيريا وسوريا، و العراق ، على خلفية موجة الإرهاب الحالية ، و بسبب الظروف الحياتية القاسية اقتيد العديد من الأطفال إلى مناطق العنف والإجرام، والتي تكون موجّهة دينيا في أحيان كثيرة في الساحات التي تنشط فيها التنظيمات الجهادية، و التي لا يفهمونها في الغالب، و بالرغم من أن استخدام الأطفال كلعبة في الحرب، والانضمام في صفوف الجهاد والإرهاب محظورة، لا يمكن تجاوزها بأي ظرف من الظروف، فإن صمت أولياء هؤلاء الأطفال أعطت للظاهرة مرونة بمناطق الحرب، فالكثير من الدراسات التي بحثت عن الظروف التي ينشأ فيها جيل جديد من الجهاديين، فغالبا ما تدفع ظروف الحياة القاسية الأطفال إلى طريق العنف، بسبب عوامل كثيرة مثل الفقر، الدعارة، الجريمة، والفساد ، و أثبتت التحقيقات الميدانية أن مئات الأطفال يتوجّهون إلى العنف على خلفية دينية، بحيث انضموا إلى التنظيمات الجهادية المختلفة بإرادتهم و باختيارهم المباشر أو وفق اختيار أهلهم، بعدنا تلقوا رسالة دينية تقول لهم أنهم في حالة استشهادهم فالجنة مصيرهم و أنه يلتحقون بالأنبياء و الصحابة.
و كشفت التقارير أن أطفال غزة مثلا يقضون عطلتهم في معسكرات صيفية تابعة لحماس، ويتم إرشاد أطفال من شمال سوريا في معسكرات التدريب التابعة للدولة الإسلامية على استخدام السلاح، و هذا من باب التلاعب بعقول المراهقين من أجل تحقيق أهدافها، و يمكن الوقوف على الموارد الكثيرة التي تخصصها تلك التنظيمات مثل جبهة النصرة، أحرار الشام وحماس للدعوة ورعاية الأطفال، سواء من خلال الدروس الدينية أو المعدات أو الهدايا، و الظاهرة الخطيرة التي شغلت بال الباحثين المختصين في مجال الحروب هي نموّ الأفكار المتطرفة في أوساط الأطفال والمراهقين، و هو عامل له ارتباط وثيق بابتعاد الأطفال عن المدارس ، و قد استغلت الجهات المتطرفة وأصحاب المصالح غياب هياكل التدريس للأطفال، و يذهب بعض الباحثين إلى وجود عامل آخر وربما هو الأكثر تأثيرا من الجميع، وهو التربية في البيت، و بلورة شخصية وفق أهدافهم و مصالحهم، و هي عملية معقّدة وحساسة، فالطفل هنا لا يكون دائما على وعي بالآثار الكاملة لأفعاله.
ولم تعكف الإدارة الأمريكية على تغيير طريقة تعاملها مع المجموعات الجهادية حول العالم حتى اليوم، ولا تزال تظن أنه باستطاعتها كسب ود وعقول الجهاديين من خلال بعض المساعدات، فقد كشفت تقارير أن الولايات المتحدة الأمريكية أصدرت كتبا للأطفال ترسخ فكرة العمل الجهادي ، و تدعوهم إلى التدرب على استعمال السلاح، ويلفت التقرير إلى أن الكتب المستخدمة في الصفوف الأولى من المدارس ممتلئة بالكلام عن العمل الجهادي وتظهر صوراً ورسوماً لعدد من الأسلحة والرصاص إضافة إلى جنود وألغام، ويتابع التقرير أن استخدام هذه الكتب امتد إلى الصفوف الأخرى أيضاً من المنهاج الدراسي، و قد استخدم تنظيم داعش هذه الكتب في كيفية تجنيده لمقاتليه وخاصة الأطفال، التيس أصبحت حياتهم ترتبط بالموت والخراب في المناطق التي يسيطر عليها داعش بعيدا عن الرقابة الأسرية و الرسمية، و يبدو أنّ محاولة مواجهة هذه العوامل، إلى جانب إيجاد حلّ سياسي للصراعات المختلفة، سيساهم في اجتثاث الجذور التي تغذّي التنظيمات الجهادية المستقبلية.
علجية عيش