في "الحشد الوهمي" أو عندما يستورد "الجمهور"

الحفل الذي أشرفت عليه عضو المكتب السياسي للأفلان السيدة سليمة عثماني و إن شهد حضورا مكثفا للمرأة، غير انه ترك انطباعا سلبيا لدى بعض اللاتي حضرن الحفل الذي أقيم بمطعم بولفخاذ قسنطينة يوم الخميس، و أخذ شكل تساؤلات عن الحشد النسائي الذي شهدته قاعة الحفلات بالمطعم، فالحفل و إن كان مخصصا لعيد المرأة، غير انه شهد حضور بعض الرجال، الذين تساءلوا من أين جيء بكل هذا الكم من النساء؟، كون عدد "المناضلات" في الحزب اللاتي حضرن الحفل كن لا يتعدين أصابع اليد، و هناك من لم يتم دعوتهن للمشاركة في الحفل..، و هنّ طبعا يعرفن جيدا رفيقات الدرب و النضال، و هو ما لم تكتشفه موفدة عمار سعداني إلى القاعدة النضالية بقسنطينة، لأنها لا تعرف جيدا مناضلات الحزب بالولاية..
في الأيام الماضية غير البعيدة، كان حاملي "المنشار" يعلقون على بعض الأحزاب التي لا تملك "وعاءً نضاليا" بأنها تستورد مناضلين من خارج ولايتها، لتملأ بهم القاعات، لكن ما يؤسف له هو أنه حتى الأحزاب الكبيرة اليوم أصبحت تعتمد على هذا الأسلوب، لتملأ القاعات، حتى يقال أن وعاءها ممتلئ و يكاد أن يفيض، و الحقيقة أن هذه الأحزاب تحاول اليوم أن تغطي عيوبها بسبب الانقسامات و الصراعات، و أبعدت المناضلين الحقيقيين، و حطت مكانهم دخلاء عن الحزب.
ما يمكن قوله أنه في زمن الرداءة، كل شيء اليوم أصبح يستورد، حتى الجمهور، و قد يتساءل قائل لماذا لا تكون عبارة الاستقطاب بدلا من الاستيراد؟ نقول: إن الاستقطاب يعني الانخراط و الانضمام في صف من الصفوف الحزبية، أما استيرادهم فيكون لمدة وجيزة تنتهي بانتهاء المهمة، و هذا ما نشهده في أحزابنا اليوم ليس في المناسبات و الأعياد فقط بل في الجمعيات العامة و الحملات الانتخابية.
علجية عيش