تونس تستعد لاستقبال"اليهود" في موسم الحج اليهودي
(كنيس الغريبة بجربة التونسية يعد أقدم معبد يهودي في افريقيا)
( إسرائيل تطالب بمكافحة معاداة السامية)
بدأت مدينة جربة السياحية بتونس تستعد لاستقبال اليهود في موسم حجهمـ و هي بذلك تسعى تحسين صورتها المشرقة في الخارج على أنها بلد الأمن والأمان وبلد المحبة والتسامح والتعايش الديني والسلم الاجتماعي، بعد ألأحداث الإرهابية الأخيرة التي وقت في بن قردان، من خلال إنجاح الاحتفال وذلك في محاولة منها لإعادة كسب ثقة زوارها ومستثمريها وإنقاذ الموسم السياحي لهذا العام، جيث تم عقد اجتماعات تحضيرية مع مسؤولين أمنيين من وزارة الداخلية و المسؤولين المحليين لوضع اللمسات الأخيرة لهذا الحدث، و فرض الإجراءات الأمنية المشددة لتأمين الحجاج اليهود اليهودي أمام تنامي مخاطر وتهديدات الجماعات الإرهابية
و أشارت العديد من المواقع الإلكترونية إلى هذا الحدث باهتمام بالغ ، لاسيما و موسم حج اليهود إلى كنيس الغريبة بجربة التونسية يعد من أهم الاحتفالات الدينية اليهودية في العالم لما يتميّز به من طقوس خاصة واحتفالات، كون هذا الكنيس يحظى بمكانة خاصة عند اليهود باعتباره أقدم معبد يهودي في أفريقيا، و هو ما أعلن عنه بيريز الطرابلسي رئيس الطائفة اليهودية والمكلف بعملية تنظيم الحج، أن الحج اليهودي يقام كل عام في جزيرة جربة في اليوم 33 من عيد الفصح، ويستمر يومين وهو ما سيوافق هذا العام يومي 25 و 26 من ماي القادم، الأشغال حسبه انطلقت منذ أسابيع وبدأت بإعادة صيانة الكنيس وطلائه من أجل استقبال اليهود من داخل تونس وخارجها في أفضل الظروف، و حسب التصريحات فإن ألفي ( 2000 ) يهودي سيحطون الرحال بمدينة جربة لأداء طقوسهم الدينية، ويذكر أن عدد الحجيج اليهود الذين حضروا السنة الماضية بلغ حوالي 2000 شخصا قدموا من مختلف أنحاء العالم خاصة من فرنسا للقيام بالطقوس، وقد شهدت أعدادهم تراجعا منذ أحداث الثورة التونسية بسبب التهديدات الإرهابية، و التي فيها تعرض كنيس الغريبة عام 2002 إلى هجوم انتحاري أسفر عن مقتل 21 شخصا أغلبهم من السياح الألمان، و تَعَرُّضْ الطائفة اليهودية التونسية البالغ عددها حوالي 2000 يقيم أغلبهم في جزيرة جربة وتونس العاصمة إلى الاعتداءات.
و كانت إسرائيل جراء هذه الأحداث الدموية و الأعمال الإجرامية قد توجهت إلى المجتمع الدولي و طالبته بإدانة التحريض ضد اليهود في تونس وحماية الجالية اليهودية وكذلك إدانة تدنيس المقابر اليهودية علنيا، وعممت الخارجية الإسرائيلية صورا وشرائط فيديو تظهر أعمال تدمير المقابر اليهودية وتدنيسها، كما طالبت بمكافحة معاداة السامية، و حسب تقارير فإن حادثة حرق معبد يهودي، ومظاهرة أمام كنيس مركزي في تونس العاصمة، وكذلك استعمال أعلام دولة إسرائيل كخرقة للتنظيف في مطار تونس قرطاج، تبين مخاطر هذه المظاهر، خاصة و أن الجماعات الإسلامية في تونس أفتت بجواز باستئصال أرحام النساء اليهوديات، و يحظى موسم الحج اليهودي باهتمام التونسيين المسلمين الذي يحرص بعضهم على التنقل إلى جربة لمواكبة هذا الحدث من أجل التعرف عن قرب على الطقوس الدينية اليهودية واكتشاف عاداتهم وتقاليده، حيث تتمثل طقوس حج الغريبة في جملة من الاحتفالات و إقامة صلوات وإشعال شموع داخل الكنيس والحصول على بركة حاخاماته، و أداء طقوسهم مثل ذبح خرفان وتناول نبيذ "البوخة" المستخرج من ثمار التين والذي يشتهر بصناعته يهود تونس دون سواهم، كما أنه من بين طقوس حج اليهود أيضا كتابة الأماني الشخصية على قشرة بيضة واحدة مسلوقة أو أكثر ووضعها داخل المغارة الموجودة داخل الكنيس.
علجية عيش