أنظمتنا العربية إلى أين؟

اتفاقيات كامب ديفد أثبتت غياب الدولة القائدة في العالم العربي

من البديهي أن الأنظمة العربية تختلف بعدد الدول، فهناك 22 دولة عربية قائمة بذاتها، و بالتالي تتعدد الأهداف و المصالح و السياسات، بحيث لكل دولة نظام خاص يرسم علاقاتها الخارجية الخاصة بها، غير ان جلها تخضع إلى نظام عالمي و في مقدمته أمريكا، و بالتالي فهي تضغط لضغوطاتها، ما يجعل مفهوم الوطن ضيق من ناحية الإستعمال بسبب حالة التجزئة و الإنقسام الذي تعيشه هذه الدول التي انقسمت الى أقطار متنازعة، مما اثر على حركة التضامن فيما بينها، فالصراعات و النزاعات اليوم أصبحت قاعدة في السياسة العربية، و كانمت النتيجة أن حدثت القطيعة، و كما يرى محللون فإن التجزئة تشكل التحرير الرئيسي التي تواجه هذه الدول لإستعادة مكانتها الدوليةو الخروج من دائرة "التبعية"و الرد على السياسة الأمريكية، لكن غياب سياسة خارجية موحدة أفشل مشروع ما سمي بـ: حوار عربي اوروبي الذي انطلق سنة 1974 ، و هذا بسبب صعوبة تنسيق السياسات العربية، كما كانت حرب اكتوبر وراء فشل هذا الحوار، لاسيما فيما تعلق بقضية فلسطين، بل أدت إلى تجميده، و لعل اتفاقية كامب ديفد 1978 و توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية كانت بداية الإنقسام العربي ، لأن الصف العربي كما يقولالدكتور محمدج مجدان ظل غير موجد تجاه القضايا الأساسية ( الحرب العراقية الإيرانية، الحرب الأهلية اللبنانية، النزاع العراقي الكويتي، النزاع الجزائر المغربي، و لم تلعب دامعة الدول العربية اي دور للخروج من الأزمةأو تخفف على ألأقل من حدة النزاع، و يؤكد المتابعون للشان السياسي أن اتفاقيات كامب ديفد دلالة على غياب دولة قائدة في العالم العربي.