جهاد قلم
جهاد قلم
جهاد قلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جهاد قلم

جهاد قلم - djihad qalem -منتدى يهتم بالشأن العربي و قضايا المثقف
 
الرئيسيةالرئيسية  القومية العربيةالقومية العربية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 أيها العربي.. ماذا تعرف عن المغرب العربي؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
"والقلم" walqalem
مناضلة
أيها العربي.. ماذا تعرف عن المغرب العربي؟  1-77


عدد المساهمات : 168
تاريخ التسجيل : 14/10/2015
العمر : 59
الموقع : www.http://altawasol-news.blogspot.com/

أيها العربي.. ماذا تعرف عن المغرب العربي؟  Empty
مُساهمةموضوع: أيها العربي.. ماذا تعرف عن المغرب العربي؟    أيها العربي.. ماذا تعرف عن المغرب العربي؟  Emptyالأحد ديسمبر 18, 2016 6:45 pm

القومية العربية" بين الفكرة والتطبيق
مستقبل العرب جميعا في تضامنهم و وحدتهم العربية
(أيها العربي.. ماذا تعرف عن المغرب العربي؟)
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
" إن أمام العرب أربح ورقة في عالم التكتيل و المصلحة، ما جربوا أن يلعبوا بها جديًّا في يوم ما، و أنه ليعيش حولهم 08 مليونا من بني جنسهم و لغتهم، و يعيش في دنياهم 600 مليون يدينون بعقيدتهم و يتوجهون 05 مرات إلى كعبتهم، و لكنهم مع ألسف ما فطنوا أو بالأحرى ما أحسوا بأن التعارف بينهم و لو لمجرد المصلحة إنما هي عملية مقدسة تؤدي على إسعادهم و إعزازهم"، و إنه من أن يزهد العرب في إخوانهم و هم يشكلون نصف أمتهم تقريبا، و هو ما يريده الاستعمار بقطع المغرب العربي صلته بالبلاد العربية ألإسلامية و يقيم بينهما ستارا حديديا، فهو يأبى أن يتبادل عرب شمال أفريقيا مع إخوانهم العرب و المسلمين في مختلف البلاد و يحاول قطع الصلات الروحية بينهم "
الشيخ الفضيل الورتلاني

---------------------------------------------------------------

تنشأ الانقسامية عندما تكون المجموعة ضد المجموعة
يعرف الإنتروبولوجيين و أصحاب النظرية السوسيولوجية المجتمع الانقسامي بالمجتمع الذي يتكون من فئات متداخلة فيما بينها، و كل نقطة من نقاط التداخل تربطها مجموعة من المبادئ و القواسم المشتركة، و يكون مجموع هذه القواسم وحدة اجتماعية (القبيلة مثلا التي تشمل على عدة عروش) و قد تحدث نزاعات و صراعات داخل القبيلة نفسها بمنعها من التحالف بسبب الأرض أو المصاهرة أو أي عامل من هذه العوامل التي تفقد هذا "التحالف" و تكون مجموعة ضد مجموعة و بهذا الانقسام تنهزم سلطتها و تفشل عزيمتها و بذلك تفقد حكمها كلما هددها خطر خارجي، و المجتمع الانقسامي ظهر مع مجيء عالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركايم عندما قام بتحديد الجماعة القطعية la horde التي تشكل في نظره المنطلق الأول لكل أنماط الاجتماعي الإنساني، و أفكار هذا العالم الاجتماعي استمدها من كتاب هانوتو و لوتورنو حول القبائل و ألأعراف القبائلية، و هي دراسة قامت على وجود مجتمعات انقسامية مقدمة المجتمعات المغربية كمثال على وجه الخصوص.
فالظاهرة الاستعمارية عند أهل الاختصاص ظاهرة ذات أبعاد ( سياسية اقتصادية ، اجتماعية، ثقافية عسكرية علمية و دينية أيضا) و كانت الإدارة الاستعماري تبحث عن الحقل التجريبي لممارسة سلطتها الاستعمارية و فض هيمنتها على الشعوب المقهورة و اختبار تجاربها فوجدت في المغرب العربي مشتلة لتطبيق تجارب علمائها فأرسلت خبراءها و ضباطها العسكريين لدراسة هذا المجتمع بقبائله لمعرفة مظاهر حياته الاجتماعية ثم السيطرة عليه فكريا و ثقافيا، كما ركزت دراساتها على الزوايا و الصوفيين بدرجة ثانية لمعرفة النمط الديني السائد لهذا الطرق من خلال طقوسهم التي يمارسونها و الأساطير التي يؤمنون بها، وتمكنت السوسيولوجية الاستعمارية من تفكيك وحدة المغرب العربي أو المجتمع المغاربي من خلال سياسة فرق تسد، بحيث ركزت في سياستها على المسألة البربرية، كون البربر في بلدان المغرب العربي يشكل أغلبية السكان و يمتازون بالاستقلالية من حيث النطق ( اللغة الأمازيغية)..، و لهذا رأى الاستعمار على ضرورة المحافظة على هذه الميزة في سكان القبائل باسم نقاوة الدم ( الصراع العربي الأمازيغي) و عملت على فرنسة سكان منطقة القبائل بعدما رأت فيهم القابلية لتعلم اللغات الأجنبية و اكتساب ثقافتها، و من هنا بدأ المغرب العربي يعرف الانقسامات و بدأت صفوفه تعرف الوهن و النفور بين أفراده بسبب تفشي "العنصرية " ، و لنا في التاريخ دلائل عندما دخلت جيوش المغرب العربي في حروب دموية في الفترة التي كان يديرها الأتراك بين 1515 حتى سنة 1830 ، كان القطر الجزائر في هذه الفترة يموج بالاضطرابات و غارق في بحر منم دماء الثورات الداخلي و هجومات الإنجليز على الجزائر و بجاية عام 1668 مستغلا ثورة القبائل ضد الأتراك ليحول أسطوله نحو بجاية عام 1671 م مضرما النار في 12 مركبا كانت راسية، كما أحرق الأسطول الإنجليزي 03 مراب في ميناء الجزائر..
لم تكن الجزائر في هذه الفترة تواجه هجومات فرنسية فحسب، بل دارت رحى الحرب بينها و بين المغاربة عند عقد الصلح بين الجزائر و فرنسا و دخول شعبان داي في اللعبة، كان ذلك في شهر جانفي من سنة 1689، و طالبت منه بأن تقطع الجزائر صلتها و علاقتها مع هولندا، ليفاجأ هذا الأخير بجيوش سلطان المغرب الأقصى مولاي إسماعيل يَغِيرُ على الحدود الجزائرية بجيش قوي عدده يفوق 14 ألف جندي من المشاة و 08 آلاف فارسا، و دارت رحى الحرب بين البلدين ، انتصر فيها الجزائريون رغم قلتهم، بقتلهم 05 آلاف من جنود المغاربة، و مكن هذا الانتصار الداي شعبان من تحويل جنوده القليلين إلى فاس التي كانت مدعمة بجيش أقوى قوامه 24 ألف جندي و 20 ألف فارسا، غير أن السلطان مولاي إسماعيل التمس عقد الصلح حتى لا يخسر ما تبقى له من جيوش و فرسان..، وكان توقيع عقد الصلح كما يقول المؤرخون المستشرقون تحت "خيمة" في مكان يتوسط بين الجيش الجزائري و الجيش المغربي، يقول المؤرخ ليون غاليبيرت Léon galibert أن السلطان مولاي إسماعيل عندما وصل إلى الخيمة قبل التراب ثلاث مرات، و قال للداي شعبان: " أنت خنجرٌ و أنا لحمٌ فإن شئتَ قَطِّعْ"..، كما عاشت الجزائر أيضا اضطرابات مع تونس عندما فاجأ الباي مراد التونسي قسنطينة بهجوم غير منتظر و قام بذبح حراس الحصون و حاصر المدينة، فقام الداي بابا الحاج مصطفى أهجى عندما انتخب دايًا بحشد جيش قوي من جيوش الإنكشارية و نزح بهم من الجزائر صوب الشرق القسنطيني لمحاربة الجيش التونسي الذي يقوده الباي مراد، و انتصر الجيش الإنكشاري على التوانسة، و تعرض الباي مراد التونسي إلى القتل على أيدي أهله لأنه فضل في المعركة، و لأن خطته مع السلطان مولاي إسماعيل في المغرب فشلت كذلك لغزو الجزائر، و من فرحة الانتصار قام الجزائريون بإهداء حصان مولاي إسماعيل إلى ملك فرنسا لويس الرابع عشر، و رغم عقد الصلح بين داي الجزائر الحاج مصطفى و إبراهيم الشريف باي تونس غير أن الاضطرابات بين البلدين لم تنته و عادت إلى السطح من جديد بسبب إبقاء مدينة وهران تحت سلطة الإسبان و امتناع تونس من دفع ما عليها من الضرائب للجزائريين، و دخل الاثنان في حرب دموية خسر فها الجزائريون 700 جندي، فكر الداي الحاج مصطفى بعقد "الهدنة" مع التونسيين، فطلبوا منه تعويضهم عن الخسارة التي لحقت بهم في الحرب الأولى و كان لهم ما أرادوا، بحيث ترك لهم جزءًا كبيرا من عتاده الحربي، و بسبب هذه الخسارة أقيل الداي الحاج مصطفى من منصبه من قبل رجال الديوان الذين انتخبوا حسين خوجة الشريف دايا للجزائر، و كانت نهاية الداي الحاج مصطفى الموت بالشنق داخل بيته، أما إبراهيم الشريف باي تونس فقد تعهد بتعويض الجزائريين شريطة إخراجه من السجن و عودته إلى تونس، و قبل أن يغادر الجزائر ترك عائلته رهينة، غير أن الرعية التونسية ثارت عليه و قتلته بمجرد وصوله إلى تونس.

تطور السوسيولوجية الاستعمارية في بلدان المغرب العربي ظهور الإنقسامية
يقول المؤرخون أن هذه المعارك و الحروب التي دارت رحاها تعتبر إحدى مراحل تطور "السوسيولوجية الاستعمارية " في بلدان المغرب العربي، ففي الجزائر مثلا تعتبر سنة 1832 ( حسب المؤرخين طبعا) السنة التي بدأ فيها عمل لجنة الاكتشاف العلمي للجزائر بإشراف وزارة الحرب الفرنسية التي قامت بوضع دليل إحصائي حول أوضاع الجزائر و من هنا بدأ علم الإحصاء في الجزائر، بعد إنشائها معهد خاص للدراسات الشرقية بالجزائر، كما أن احتلالها الجزائر مكنها من اكتشاف ما تكتنزه من معادن في الصحراء الجزائرية، فقامت بإنشاء كذلك معهد للأبحاث الصحراوية عام 1940 و المنظمة المشتركة للأقاليم الصحراوية، و مكتب أبحاث مناجم الجزائر ، و انتشرت هذه السوسيولوجية في المغرب مع إعلان الظهير البربري في 16 ماي 1930، و الشيء نفسه بالنسبة لتونس عندما أجبرت الإدارة الاستعمارية ضباطها على إعداد تقارير حول المجموعات القبلية باسم: ( notice des tribus ) ، الغاية منها جمع معلومات كافية عن القبائل الموجودة و التأريخ لأصولهم و هذا من أجل الهيمنة عليهم معتمدة في ذلك على بعض كتابات الرحالة العرب و منهم الرحلة التيجانية، و تمكنت الإدارة الاستعمارية من جمع 134 مذكرة و تقرير حول القبائل التونسية..، الأمر الذي يصر المؤرخون على ذكره، هو أن هذه التقارير عادت بالفائدة على الحكومة التونسية و هو الخروج بعمل ضخم جدا هو إنجاز «مُدَوَّنَة" القبائل التونسية سنة 1900 ( nomenclature et répartitions des tribus de Tunisie ).

المؤسسة المرابطية مؤسسة قتالية و رجالها رجال حرب من الدرجة الأولى

أصحاب المدرسة الانقسامية و منهم غلنر أرنست Ernest gellner و ريتشارد و هو عالم الاجتماع ألإنجليزي أخذ فكرة "الانقسامية" عن دوركايم، قام بإجراء دراسة حول الحركة السنوسية في ليبيا سنة 1946 باعتبارها حركة صوفية ، يرون أن "السلطة السياسية" هي سلطة محدودة فلا يمكن للسلطة أن تتمركز في يد زعيم واحد أو شيخ واحد من شيوخ القبيلة، كما أرجع أصحاب هذه النظرية إلى اختلاف "النظم"، فنظام "الخمّاسة" في الجزائر مثلا كان غير قابل للانتشار و التوسع بخلاف القبيلة، و بالتالي فهو لا يشكل جزءًا من القبيلة، استدعى ذلك وجود ما أطلقوا عليه اسم " الصُّلـَحَاء" ( جمع صالح) و يقصدون بذلك "المرابطون" ، و هي فكرة جاء بها غلنر و هم حسب النظرية الانقسامية أشخاص مسالمون و محايدون، يقفون فوق النزاعات القبلية فكان لهم دور "الوساطة" لما يتمتعون به من قدرة على الإقناع، و كان رجال القبائل أكثر الناس اعتقادا بأن للمرابطين أو الصلحاء سلطة روحية يستمدونها من الله مباشرة لفك الصراع بين هذه النظم، فنشأت ما يسمى بالمؤسسة المرابطية أو الحالة المرابطية كما يسميها البعض..، هذه الفكرة وقفت لها العديد من ألأقلام العربية و منها المفكر العربي عبد الله العروي الذي أكد أن المؤسسة المرابطية لعبت دورا قتاليا، فهي مؤسسة قتالية في كثير من الأحيان، و كان رجالها رجال حرب من الدرجة الأولى..

"العصبية" لا تتحقق إلا بالالتحام و التكتل
و يمكن أن نقف في هذا الشأن مع موقف العلامة و المؤرخ ابن خلدون الذي ركز على مسألة "النُّعْرَة" في مقدمته الشهيرة عندما تطرق بإسهاب إلى إشكالية - الرئاسة- و المُلكْ و هي الغاية التي تجري إليها "العصبية" و أن هذه الأخيرة لا تتحقق إلا بـ: "الالتحام" لأن القريب كما قال ابن خلدون في الفصل الثامن من مقدمته الشهيرة يجد نفسه غضاضة من ظلم قريبه أو العداء عليه، و هي نزعة طبيعية في البشر، و الالتحام لا يكون بين القريب في النسب فقط بل بين أبناء الأمة العربية جمعاء طالما تجمعهم قواسم مشتركة بينهم و هي اللغة و الدين، و هو ما أشار إليه ابن خلدون في المقدمة عندما تحدث عن النتائج التي يحدثها التكاسل في تحويل الأمة إلى آلة لسواها و عالة عليهم عندما تصير في ملك غيرها..، يقدم ابن خلدون في ذلك أمة " الفرس" كمثال كيف كانت و كيف أمست عندما سقطت تحت إمرة العرب، لأنهم كما يقول ابن خلدون أمة "وحشية" جُبِلـُوا على عدم الانقياد للسياسة، و هذه طبيعة منافية للعمران ، وعلى حد قوله فإن هذه الوحشية كانت سلاح مباشر للاستعمار في فرض هيمنته على الشعوب العربية و تقسيمها مثلما هو الشأن اليوم في المغرب العربي ( قضية الصحراء الغربية) و حتى خارج حدود المغرب العربي بدليل الانشقاقات التي يشهدها الحكام العرب و عدم الفصل في القضايا العربية المصيرية و تأتي القضية الفلسطينية في القائمة الأولى .

أيها العربي ماذا تعرف عن المغرب العربي؟
عنوان استعرته من مقالة الأستاذ الرحالة الشيخ الفضيل الورتلاني رحمه الله الذي نشره عبر صفحات جريدتي ( بيروت المساء) عدد 1829 و المنار أوضح فيه أن الإيمان ليس قاصرا على الضعفاء، بل على الأقوياء كذلك، آخذا في هذا ألإطار مثالا على اكبر دولة في العالم و هي أمريكا التي جعلت "التكتل" و التحالف في سياستها لدرجة أن رئيسها الأسبق تشرشل خاطب الأمة الأمريكية يوما قائلا: " لا مانع عندي من محالفة الشيطان إذا كان ذلك في مصلحة أمتي ووطني" ، غير أن الورتلاني يتأسف لموقف العرب اليوم واصف إياهم بالتعساء و المساكين عكس ابن خلدون ، إذ يقول: " إن أمام العرب أربح ورقة في عالم التكتيل و المصلحة، ما جربوا أن يلعبوا بها جديًّا في يوم ما، و أنه ليعيش حولهم 08 مليونا من بني جنسهم و لغتهم، و يعيش في دنياهم 600 مليون يدينون بعقيدتهم و يتوجهون 05 مرات إلى كعبتهم و..و.. و لكنهم مع ألسف ما فطنوا أو بالأحرى ما أحسوا بأن التعارف بسينهم و لو لمجرد المصلحة إنما هي عملية مقدسة تؤدي على إسعادهم و إعزازهم"، إنه من العار يضيف الشيخ الفضيل الورتلاني أن يزهد العرب في إخوانهم و هم يشكلون نصف أمتهم تقريبا، و هو ما يريده الاستعمار بقطع المغرب العربي صلته بالبلاد العربية ألإسلامية و يقيم بينهما ستارا حديديا، فهو يأبى أن يتبادل عرب شمال أفريقيا مع إخوانهم العرب و المسلمين في مختلف البلاد و يحاول حتى قطع الصلات الروحية و الشعور بالأخوة بينهم و لكن هذه المحاولات لا تجد لها سبيلا أمام إيمان المسلمين في شمال أفريقيا لعروبتهم و إسلامهم و اعتزازهم بقوميتهم..

مستقبل العرب في تضامنهم و وحدتهم العربية
إن تفضيل وطن عربي صغير على آخر ضرب من الأنانية و دافع للانقسام ، لأنه يتعارض مع "القومية" طالما أن الشعوب العربية تشترك فيما بينها في عدة قيم و مفاهيم إنسانية و منها اللغة و الدين ، الذي يجمع بين هذه الشعوب، فالأمة العربية كالأعضاء في جسد واحد، لا يتحقق هذا الجسد إلا بتلاحم و تفاعل هذه الأعضاء ، و أن استغناء عضو عن آخر ضرب من الاستحالة، فلا يستطيع الإنسان أن يعيش مثلا بقلب فقط أو بعقل دون وجود أعضاء أخرى تكمله، كما لا يستطيع عضو واحد أن يقوم بكل وظائف الأعضاء الأخرى، إن الالتحام و التكامل و التضامن العربي الإسلامي يجعل الوطن يمتد إلى الأوطان الأخرى، فهذه الأعضاء بمثابة البلدان العربية التي تلتحم فيما بينها لتشكل الجسد و هو الوطن العربي الكبير، فما تذكره الرحلات و المخطوطات عن علماء و مشايخ عرب و مسلمين جابوا أقطار الأرض العربية بين المشرق و المغرب و ما جرى بينهم من محادثات يؤكد على وجود أمة واحدة تربطها روابط روحية متينة، و تجمعها قواسم مشتركة قائمة على الدين و اللغة ، و يكفي أن نلقي نظرة على جزء كبير من علماء المغرب العربي الذين تخرجوا من الأزهر، و آخرون من رجال السيف و القلم من أبناء المغرب العربي الذين لبوا نداء إخوانهم في المشرق العربي و كانوا معاقل للعروبة و الإسلام، و منهم الأمير عبد القادر و حفيده الأمير خالد الذي مات بالشام و الشيخ الهلالي المراكشي، و الباروني الطرابلسي و الشيخ الخضر بن الحسين التونسي و غيرهم من الذين رفعوا راية العرب و كانوا يمثلون وحدة المغرب العربي بل الوطن العربي كله.
كما يمكن أن نقف على الدور الجلي الذي قام به - العروبيون- في تعريب لسان المغاربة كون جل المناطق من بلاد المغرب العربي تتميز في تركيبتها البشرية بخليط من العرب و الأمازيغ، غير أن العروبيين خلطوا بين مفهوم بربري الذي باللاتينية berbère و استبدلوا كلمة أمازيغي بمصطلح ( بربري barbare ) الذي يعني متوحش و هي لفظة تطلق على الجماعات المتوحشة الغير متحضرة، و من هذا الخلط أعطى العرب صورة سيئة عن الجماعات الأمازيغية ووصفوها بأنها أمة متوحشة لا تقبل التواصل.
من هنا نشأت العداوة و الكراهية بين العرب و الأمازيغ ، و من هنا أيضا نشأ " الانقسام " بين العرب و الأمازيغ رغم علاقات الانصهار بينهم و بين المغرب العربي و بين المشرق العربي، و بقي الأمازيغي ذلك – الآخر- الذي يعيش منعزلا بالرغم من تعريبه مما تطلب دعوة القبائل إلى تشكيل بلاد المغرب الأمازيغي و بناء وحدة أمازيغية بدءًا من سيوه ( مصر) إلى الصحراء الغربية ( ثارقا زقاغت targua zeggwaghet ) و هي تعني بالعربية الساقية الحمراء، و لهذا نجد الصراع اللغوي العربي الأمازيغي قائما إلى اليوم، و قد وجد الاستعمار الغربي ( جماعات الضغط) أو كما تسمى ( اللوبي) ضالته في قطع العرب صلتهم بإخوانهم الأمازيغ الذين دخلوا الإسلام و أصبحوا عرب اللسان و زرع فيهم بذور التفرقة و التشتت لدعم قضاياه خاصة في مجال العلاقات الاقتصادية، و لم يتمكن اللوبي العربي من مواجهة العداء الثقافي المتراكم بين العرب و المسلمين، و في ظل العبث بالمصير العربي فقد العرب مشروعهم الحضاري بعدما ظهرت مجموعة من التيارات و التيار السلفي والتيار التنويري دون أن يتمكنوا من سد الفجوة الحضارية بينهم، إن مصطلح العرب تعني هذه الأمة الممتدة من المحيط الهندي شرقا إلى المحيط الأطلنطي غربا و التي تنطق بالعربية وتفكر بها و تتغذى من تاريخها و قد صهرتها القرون حتى أصبحت أمة واحدة، و كان على هذه الأمة أن تحافظ على وحدتها العربية و القومية لو حافظت على روابطها و ساست نفسها ووضعت لنفسها خطة واحدة تسير عليها في علاقاتها مع غيرها من الأمم و تتعاقد و تتحد على تنفيذها، و لكن الخلاف و تغليب المصالح الإقليمية و الحافظ على الحدود، و ما قضية المعونة الأمريكية لمصر لعبور أزمتها الاقتصادية التي حلت بها في منتصف السبعينيات حتى غاية منتصف التسعينيات أي على مدى واحد و عشرين سنة خير مثال على أن تحول مصر كفّتها في يد الكيان الصهيوني، و هو السؤال الذي يمكن أن يطرحه أي متأمل أو ملاحظ و هو هل العمال الاقتصادي ( الجوع و الفقر) مبرر كاف لانقسام العرب و حفاظ كل دولة على حدودها و حمايتها من الخطر دن التفكير في جاراتها تفكيرا نظاميا؟؟

ورقة أمريكا في تقسيم العرب:
إن الولايات المتحدة الأمريكية حسب الخبراء السياسيين نجحت في بسط هيمنتها على مجمل المنطقة العربية و ليست على مصر فقط التي تعتبر ألقرب إلى المشرق، بحيث نجحت في انقلابها عسكريا على الديمقراطية في الجزائر و صعود الحركة الإسلامية المسلحة و فرض الحصار كذلك على ليبيا جوا، و رغم استقلال دول المغرب العربي فقد حرصت أمريكا على بسط نفوذها كذلك في المغرب العربي و لم تكتف بالنظر إلى المغرب العربي بوصفه مجرد سوق، و مجالا قابلا للاستثمار الثقافي كذلك و على أمد طويل فحسب ، بل قابل للتطويع في القضايا المرتبطة بمصالحها، ذلك بإشراكه في الصرع العربي الإسرائيلي ليس لصالح إخوانهم العرب في فلسطين، بل لبناء الجسور بين السياسة العربية و الفلسطينية و بين الدولة العبرية لإحلال السلام و إنهاء الحرب ضد إسرائيل، و قد استغلت أمريكا نفسها النزاع المغربي الجزائري حول مسالة الصحراء الغربية و استغلت الأزمة الاقتصادية الموريتانية و هذا بسبب التجاهل العربي و المغاربي لأوضاعهما ، وهذا حسبهم ضرب من الخيانة العربية لمغازلة الولايات و خطب ودها بشتى الطرق حتى لو كان على حساب القضية الفلسطينية من أجل تحقيق مصالحها، يقول الدكتور محي الدين صبحي في إحدى دراساته أن فقدان العرب القدرة على تقرير مصيرهم ليس بالداء الحديث بل يعود إلى آلاف السنين عندما أخرج الخليفة المعتصم العنصر العربي من الجيش العباسي، و شكل بدلا منه جيشا تركيا عام 840 للميلاد، أي بعد قرنين من ظهور الإسلام، و من هنا بدأت "الخلافة" تعرف التفكك ، و بدأ مفهوم " الدولة " يسقط و كذلك المجتمع و من هنا بدأت بذور الحضارة العربية تتوقف عن النمو، لم ينته القرن الحادي عشر حتى كانت الحضارة العربية حضارة معطلة، بحيث تم القضاء عليها قضاءً نهائيًا بدْءًا من سقوط القدس بأيدي الصليبيين في عام 1098م و تعرض الوطن العربي للحصار من طرف الغزو الصليبي من الغرب و بالغزو التتاري المغولي من الشرق، انتهكت فيه الحرمات ، تطلب الأمر إيجاد شخصية - قومية- ذات فكر قومي- فاعلة في التاريخ لتعيد وحدة اتحاد المغرب العربي المفقود و من تم ربطها بالمشرق العربي لجمع شمل العرب و ضمهم في وطن عربي واحد تربطهم فيه قيم روحية خلقية مستمدة من تعاليم الإسلام التي تصون هويتهم القومية العربية.

معركة القومية العربية معركة عربية واحدة
(الوطني و القومي دعوة إلى الالتحام)
لم تكن القومية العربية واضحة في الفكر العربي و الممارسات العربية، نتيجة وجود قوميات غير عربية في بلدان عربية ، و نتيجة وجود أقليات غير مسلمة عربية و غير عربية، و هذا راجع إلى تعدد مفهومها، فقد اتخذ هتلر من الآرية عنوان للقومية الألمانية، و جعل من الشعب الألماني سيد الشعوب الآرية، و زعم أن أوروبا هي سيدة العالم، و أن ألمانيا سيدة أوروبا، مما زاد من انتشار المفهوم و تعقيده و تشابكه، فظهرت القومية الطورانية، التركية و غيرها..، أما القومية العربية في نظر " القومِيـُّون" كمفهوم تهدف إلى نقل الوطن العربي من مرحلة التخلف و التبعية إلى مرحلة دخول العصر و الإسهام في بناء الحضارة العالمية، فهي شعور وجداني برباط معين بين الأفراد الذين تجمعهم خصائص معينة ، و الفكر القومي العربي ظهر مع بداية القرن الثامن عشر بعد ازدهاره في أوروبا في القرن السادس عشر، وظهر له رواد كبار و مدارس عديدة و نظريات، أما جذور القومية العربية فهي ترجع إلى أيام الحضارة العربية الإسلامية و ازدواج الصلة بين العروبة و الإسلام، فكانت نتاج حياة أمة صاغ الإسلام رسالتها الإنسانية الكبرى و أسهم في خلق حضارة أبنائها و إرثهم الثقافي، و يرى القوميون أن معركة القومية العربية معركة عربية واحدة و تطور الفكر القومي هو حق طالما الأمة العربية تعيش في عالم يخلق كل حين ظروف جديدة بمعطيات جديدة، و هنا تكمن المهمة الأولى للمفكرين و هي البحث عن أسس متينة للإيديولوجية العربية و طابعها التراثي الثقافي و إخراجها من التهتك و اللا تشكل الذي يطبع مرحلتها الراهنة، التي يصفها أصحاب هذا الفكر بمرحلة - اللاعقل - و هي المرحلة التي لم يكن عليها العرب بعد الحرب العالمية الثانية بعد انتسابهم من جامعة الدول العربية و صنعوا ميثاق الدفاع العربي المشترك و حاولوا أن يخلقوا أسواقا اقتصادية عربية و مضوا مع العقل إلى ابعد الحدود و تصدوا لهجمات الغرب بتضامن عربي فعال لنصرة قضيتهم في فلسطين، و عاشوا لحظات انتصار مجيد، غير أن حكام العرب لم يعرفوا كيف يستثمرون هذا النصر لغياب مشروع قومي مستقبلي، و ظنوا أن "التغيير" خطر عليهم فانتصر الغرب عليهم ، خاصة بعد انقسام القوميون أنفسهم و ظهور تيارات، ( ساطح الحصري، قسطنطين رزيق، وحركة البعث السورية و الحركة الناصرية التي يتزعمها جمال عبد الناصر، فالأول حاول التأكيد على وجود أمة عربية واحدة عن طريق تحليل الوجود العربي و تحديد مقومات القومية العربية الأساسية ( اللغة و التاريخ بوجه خاص)، و الثاني بني فكرته على ضرورة بناء مجتمع عربي حضاري حيث تحكمه العقلانية و يسوده الفكر العلمي و يغذيه الإبداع، و اعتبر أن هذا التحديث الشرط الأساسي لي عمل قومي فعال، و هذا الأخير أي قسطنطين رزيق اختلف مع ساطح الحصري في أن "المعركة القومية في حاجة إلى صوفية قومية في قلوب القادة و في نفوس الشعب لبناء المشروع العربي الحضاري"، أما البعث و هو التيار الثالث ترتكز نظريته على معانة الواقع و النضال لا على عمل فكري إبداعي كما يرى كل من التيار الأول و الثاني يحلل و يدرس من أجل تحرير الجماهير العربية و يحررها من الاستعمار، و هذا النضال بأوجهه الثلاثة في رأي البعثيين ينبغي أن يتم في إطار تحرك شعبي عربي يشمل الأقطار العربية كلها ، و يقف ضد هذا التيار الحركة الناصرية بزعامة جمال عبد الناصر، فقد استطاع جمال عبد الناصر أن يحرك الجماهير العربية كلها و استطاع أن يعبئ الأمّة من أجل مناهضة الاستعمار و من أجل التحرر من التبعية، و بفضل الحركة الناصرية شكلت أول وحدة عربية في العصر الحديث بين مصر و سوريا عام 1958، و كان الفكر الناصري تجربة رائدة هزت الوطن العربي كله.

تسيّس النخبة المثقفة وراء فشل المشروع
القومي العربي الحضاري
و إن انتصار الغرب على العرب ساهم بشكل أو بآخر على تراجع دور "المثقف" و النخب المثقفة في المجتمع العربي و المتمثل في بلورة الوعي الاجتماعي الذي يشكل عاملا حاسما في تغيير الجماهير و محاربة "الطائفية" و تقليص تأثيرها في الوعي العربي الجماهيري، لأن الثقافة عنصر هام من عناصر الهوية و القومية ، بحيث لم تتعاط النخبة العربية المثقفة مع الواقع القائم و سارت في اتجاه النخب السياسية التي ترى أن زرع الوعي في أوساط الناس لا يخدم مصالحها ، كما ترى أن تشابك الروابط الطائفية و المذهبية يزيد في خدمتها و لذلك تسعى النخب السياسية ( الحكام العرب) إلى ضرب الروابط الوطنية التي توحد العرب و تجمع شملهم و تشدهم جميعا إلى الوطن العربي الكبير في إطار القومية العربية، هذه الأخيرة كما يبدو لا تتحقق إلا بوجود نخبة تؤمن بالثقافة القومية التي هي محصلة أفكار المجتمع العربي و معارفه و فلسفته و ما يجمعهم من تقاليد و يربطهم من قيم عربية إسلامية و مقدسات، و تأتي اللغة في مقدمة هذه المقدسات و التي من خلالها يمكن بناء نهضة عربية تؤكد حقوق الشعوب و تقرر مصيرها، و ربما يكون العنوان المذكور أعلاه (القومية العربية بين الفكرة والتطبيق) مقتبس أو شبيه بالعنوان الذي أفرده الدكتور عبد الله عبد الدايم ( القومية العربية بين الدراسة النظرية و العمل المؤمن) في دراسته التي ضمها في كتاب له بعنوان: " القومية العربية و النظام العالمي الجديد" و هي إشكالية طرحها هذا المفكر القومي حول مدى تجسيد الفكر القومي في الواقع العربي لمجابهة كل التحديات و رفع عنه اللبس و تبرئته من التهم بأنه فكر رومانسي و صاحبه لا صلة له بالواقع، و أن أدبيات الفكر القومي قد تُبْقي العرب في مؤخرة الصفوف وتجعلهم يدورون في دائرة الحلم العربي التي تعجزهم عن صناعة التاريخ، و رأت الحركات الإسلامية بقيادة الإخوان المسلمين هذا الشعور الطعم الذي تصطاد به فريستها كونها من الرافضين لفكرة القومية العربية، و لم تأخذ الحركات الإسلامية بعين الاعتبار أن القومية جانب من الوطنية و أن العمل القومي الشرط الأساسي لنهضة الأمة العربية و استقلالها، و الذين يتعلقون بالقومية ينتسبون إلى هذه الأمة، حيث ذهبت العديد من الأقلام العربية و الإسلامية و منهم الكواكبي إلى القول بهذا الرأي ودعت هذه الأقلام إلى الوحدة الوطنية، و هي دعوة تكمن في أعماقها بذور القومية العربية التي تتوحد في العروبة و تعتبر إحياء الثقافة العربية المدخل الطبيعي لتأكيد وجود الأمة العربية و هويتها و التعريف بتراثها الفكري الأدبي من أجل التخلص من كابوس الغرب المستعمر.
قراءة و تحقيق/ علجية عيش بتصرف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://altawasol-news.blogspot.com/
 
أيها العربي.. ماذا تعرف عن المغرب العربي؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الكشف عن النوايا "المغربية" في إنشاء"اتحاد المغرب العربي"
» مرور 10 سنوات على تأسيس صحيفة "المثقف العربي" بسيدني أستراليا
»  رحيل المفكر العربي علي السمان رئيس الاتحاد الدولي لحوار الثقافات و الأديان
» المغرب يجدد استفزازه للجزائريينMaroc provoque les Algériens

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جهاد قلم :: لقاء الحضارات المختلفة :: القومية العربية :: نحن و الآخر..من أجل التعايش السلمي-
انتقل الى: