التحالف الإسرائيلي العربي و التطبيع وجهان لحقيقة واحدة ( إسرائيل من القومية العربية إلى القومية اليهودية)
- علجية عيش -
في مثل هذا الشهر ( أوت -آب- أغسطس) من عام 1958 ولد حلف بين إسرائيل و أثيوبيا و إيران و تركيا بدون إعلان رسمي أو مراسيم توقيع، و كانت الدول الثلاث الأخيرة مرتبطة مع الإمبريالية الأمريكية ( حلف السانتو و حلف الناتو، و هكذا عولت الصهيونية على الدور الكبير الذي يمكن أن تؤديه تركيا و إيران إلى جانبها في الصراع العربي الإسرائيلي
فبالنسبة لتركيا يقول مؤرخون أن تبادل العلاقات بين تركيا و إسرائيل يعتبر دليلا على سلامة المنطق الإسرائيلي القائل بأن لإسرائيل هوية شرق أوسطية، ففي 28 أوت من نفس السنة ( 1958 ) توجه بن غوريون في زيارة سرية إلى تركيا و أجرى محادثات مع عدنان مندريس رئيس الوزراء التركي و تم اتفاق بينهما على تحالف سياسي اقتصادي و ذلك في إطار استكمال حلقات حلف السوار الذي يشمل إيران و تركيا و إثيوبيا، كما أن معظم التقارير تشير إلى أن هناك علاقة بين حلف السوار و بين إسرائيل و حلف الأطلسي الذي أنشئ في 24 أوت 1949 أي بعد سنة واحدة من قيام الكيان الإسرائيلي، و كان تعاون بين إسرائيل و حلف الأطلسي للعدوان على مصر عام 1956 ، و في تهديد سوريا عام 1957، ( الحشود التركية على الحدود السورية) و أما بالنسبة لإثيوبيا فإسرائيل تعتبر الحبشة أهم دولة إفريقيا من الناحية الأمنية بحكم سيطرتها على البحر الأحمر، الذي تطمح بالتدريج تحويله إلى بحيرة يهودية، أما العلاقات الإيرانية الإسرائيلية فهي تهدف إلى عرقلة الوحدة العربية، و هذا يخدم إسرائيل أكثر لكي تخرج من عزلتها.
فإسرائيل ترى أنها لا يمكن أن تتوسع إذا ما ظل الوجود العربي موحدا متضامنا، و لذا هي تتحدث دوما على السلام الإسرائيلي المزعوم، و في نفس الوقت تأخذ حذرها بقوة من خلال بناء الأسوار الشائكة لحماية نفسها، لأنها ترى أنها مهددة بخطر الذوبان من الداخل و من الخارج، و لذا تسعى إلى تقسيم المنطقة إلى دويلات صغيرة و إنهاء جميع الدول العربية القائمة، يبقى السؤال: ماذا عن القومية العربية؟ تقول التقارير أن موقف الصهيونية من القومية العربية، هو إقامة مملكة إسرائيل القديمة و تحقيق القومية اليهودية، و هذا يعني خلق كيان قومي إسرائيلي على حساب الوجود العربي يشمل مملكة اليهود التاريخية عن طريق الاستيطان و العنصرية ، فضلا عن مطامعها في الموارد المائية لهضبة الجولان و بالأخص نهر بانياس ، لما تتميز به الهضبة من مواقع عسكرية إستراتيجية.