إسرائيل امرأة شرّيرة و لكنها تتكلم عربي
----------------------------------
اسم إسرائيل يشبه “امرأة شرّيرة” حملت من رجل شرّير أيضا، و أنجبت أولادا أشرار، يحملون فيروسا أخطر و أفتك من فيروس الإيذر، نقلوا العدوى إلى الساحة العربية ، و هم اليوم يعيثون في الأرض فسادا، و أضحوا أكثر خطرا ، خاصة على الشباب المسلم، لقد استطاعت إسرائيل التأثير بأفكارها في بعض الشباب العربي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما استعملت اللغة العربية في التواصل معهم ، و السؤال الذي يمكن أن نطرحه هو: هل أحبت إسرائيل يوما العرب و المسلمين حتى تتعلم لغتهم؟.. و هل يمكن القول أن إسرائيل عربية لأنها تتكلم اللغة العربية مثلما جاء في الحديث النبوي “من تكلم العربية فهو عربي”، فالكيان الصهيوني لم يتوان يوما في استخدام وسائل الاتصال والتواصل مع الأجيال العربية والإسلامية، هادفاً من ذلك التواصل، إيجاد جيل من شباب العرب والمسلمين يقبل الصهاينة و يتعايش معهم، بل عليه أن يقبل بصياغة التاريخ من جديد ليكون هو تاريخ اليهود واليهودية على أرض المسلمين، حيث قامت وزارة الخارجية الصهيونية ، بفتح صفحة في الفايسبوك سمتها : “إسرائيل تتكلم عربي”، في محاولة جديدة للتطبيع مع العرب بطريقة مبتكرة وحديثة . منذ قرون مضت اعتمدت إسرائيل على الاستشراق الذي لعب دورا جليا في معرفة تاريخ العرب، وعاداتهم، و ثقافتهم وحاجاتهم، ونقاط ضعفهم، حيث قاموا بتعلم “اللغة العربية” (نطقا وكتابة) ، و توسع الاستشراق إلى أن تحول إلى حركة علمية ، بل جهازا ثقافيا و عدوانيا، و أسلوبا للسيطرة على الشرق، كما قال عنه إدوارد سعيد، و الدليل ما ذهب إليه المستشرق الإيطالي “كاباتون ” cabaton الذي ذهب إلى القول أن العرب منذ محمد ( ص) يشكلون خطرا حقيقيا على كل الأصعدة بالنسبة لأوروبا كلها، لذلك بات من الضروري تعلم اللغة العربية، و منذ ذلك الوقت عرفت حركة الترجمة توسعا كبيرا، و استفاد العقل الأوروبي من المخطوطات العربية، مع ترجمة القرآن إلى لغات عديدة ، و سميت تلك المرحلة بعصر “التنوير” و الهيمنة الغربية على العالم العربي و الإسلامي.
و قد عمد الاستعمار الفرنسي على إنشاء المستوطنات اليهودية و توسعها في البلاد المستعمرة لاسيما في دول شمال إفريقيا ، خدمة لإسرائيل التي وظفت العرب في مناصب عليا، فنائب رئيس الوزراء الإسرائيليين الحالي هو تونسي الأصل، و كان وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق شلومو بن عامي يهودي مغربي، كما كان موشيه ديان وزير الدفاع الاسرائيلى في حرب 1967 مصري من المنصورة، و ها هي اليوم تجدد مطلبها بتعويضات ليهود شمال إفريقيا، في ظل التطورات التي تشهدها دول المغرب العربي في إطار الربيع العربي، و حين طالبت بالتعويضات ، شكلت فريقا يقوده المدعو داني أيلون نائب وزير الخارجية (وهو يهودي من أصل جزائري )، و عادة ما تكلف إسرائيل عملاءها بالتحرك، للضغط على الحكومات في تلك الأقطار، إسرائيل اليوم في كل مكان، تسكن بيوت الخونة من عملائها، الذين يعكفون على خراب الدول و الشعوب، و الأنظمة تحت كل المسميات ( الثورة، الانقلابات، الإرهاب..) و كل الأسماء التي تحمل معاني العنف.
وإن كان المخطط الإسرائيلي قد نجح في بعض الدول العربية التي لا ترى أيُّ مانع لـ: “التطبيع” مع إسرائيل، فقد فشلت مساعيها في تركيع الجزائريين و جددت موقفها من خلال مقاطعتها مؤتمر”ميونيخ” للأمن الذي انعقد في ألمانيا مؤخرا، و شارك فيه رؤساء دول و رؤساء حكومات و وزراء من 51 دولة، لسبب واحد هو مشاركة إسرائيل و حضور ممثليها في هذا المؤتمر، و هو موقف مشرف للجزائر دولة و شعبا ، لاسيما و أن الجزائر ترى في إسرائيل العدو اللدود بسبب القضية الفلسطينية، كما لا تفكر الجزائر في التعاون مع إسرائيل و لو في القضايا الهامة مثل مكافحة الإرهاب، ما جعل إسرائيل تجدد مطلبها في قضية التعويضات و الجزائر اليوم حسب التقارير مطالبة بدفع تعويضات بقيمة 70 مليار دولار لـ: 140 ألف يهودي هاجروا من الجزائر قبل عام 1962.
علجية عيش