متى نستعيد ذاكرتنا الدينية؟ علجية عيش
يعود الفضل في إعطاء الانطلاقة الحقيقية للعلوم إلى الخلفاء الأربعة ( المنصور، المهدي، هارون الرشيد و المأمون) و ذلك في الفترة بين 754 إلى 833 للميلاد..، كانت بغداد العاصمة الأولى التي انتشرت فيها العلوم العربية بين القرنين الثامن و التاسع ثم القيروان في القرن التاسع و من أبرز العلماء ( ابن أسفار، ابن السماء و الزهراوي الذي تحدث عنه العلامة المؤرخ ابن خلدون، كان العرب يتقنون اللغة السريانية و تربطهم علاقة بالتراث القديم ، فترجموا الكتب اليونانية إلى السريانية ثم إلى العربية ، و يعتبر حوليا إسحاق أول مترجم كتب اليونان من السريانية إلى العربية، لكن الصراعات السياسية و تضارب المواقف الإيديولوجية التي ظهرت في القرن العاشر لم يمكن للحضارة الإسلامية بقاء بسبب وجود نخبة تتحكم في العلوم و المعارف، تحول فيها العلماء و حتى النخبة من المثقفين إلى" لوبي"، في ظل الحصار الذي يفرضه أصحاب القرار في تطور العلوم، ففي الجزائر مثلا لم بعد الحديث عن الحجاب و النقاب مطروحا في الساحتين الدينية و الثقافية ، كون الجزائر تحولت إلى دولة طائفية، بعد ظهور الأحمدية، ثم المدخلية و ظهرت بعدها الكركرية، التي كركرت المسلمين من ذقونهم، و أفقدتهم ذاكرتهم الدينية، و اقتصر الحديث عن حذف البسملة من المناهج التربوية، أو منع الآذان الرباعي عند إقامة الصلاة، و قد نسمع وزير الشؤون الدينية و الأوقاف أن يقول في المستقبل لا داعي لرفع الآذان ( و اللّي ما صلاّش عنُّو ما صلّى )، المسلمون الذين أصبح القتل عندهم كشرب الماء ، هماليوم في حاجة إلى استعادة هويتهم الإسلامية التي انتزعها منهم الآخر، هذا الآخر الذي درس كتاب الله و اعتنق الإسلام و حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب قراءة و ترتيلا، و أصبح يعلم المسلمين كيف يطبقون شعائر دينهم، و يعلم المسلم كيف يتعايش مع أخيه المسلم، فأيّ طامة بعد هذه الطامة و المسلمون يغرقون في سباتهم، و هم ينتظرون من يحيي لهم عقيدتهم التي فقدوها..