كنت قد تتبعت خطاب الأمين العام لحزب جبهة التحرير جمال ولد عباس قبل الانتخابات التشريعية، جاء فيه أنه و بصفته مسؤولا أولا على الأفلان، اختار فئة "الشباب" لكي يقودوا قاطرة التنمية، انطلاقا من التزام الحزب بتسليم المشعل للشباب، و أضاف بأن تسليم المشعل سيتم تحت إشراف فئة المجاهدين الذين سيراقبون مدى التزام هؤلاء الشباب بالحفاظ على وحدة الشعب الجزائري ووحدة التراب الوطني، و نقف عند تعبيره الأخير ( فئة المجاهدين) و نقول كم عدد المجاهدين الذين ما زالوا على قيد الحياة؟، و الجزائر تودع كل سنة إن لم نقل كل شهر أو كلّ يوم واحدا من جيل الثورة، فمتى يحمل هذا الشباب المشعل يا سيادة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، و يا سيادة رئيس الجمهورية؟ ، و إن كان في المجالس الشعبية المحلية ( البلدية و الولاية ) شبابٌ، أحَرَامٌ أن يكون شابٌّ جزائريٌّ رئيس جمهورية؟ أحَرَامٌ أن يكون مُنَاضِلٌ شابٌّ أمينًا عامًّا لحزب جبهة التحرير الوطني؟، شريطة أن يكون من الكفاءات القادرة على مواصلة المشوار، أشعر بالغيرة و أنا أقرأ أن رئيس الجمهورية الفرنسي الحالي شابٌّ، و استغرب و الله عندما تعتمد الحكومة الجزائرية حزبا سياسيا يقوده شابٌّ، هذا الحزب اليوم يشهد التفافا كبيرا للشباب، الذين هربوا من الأحزاب "الديناصورة" من أجل بناء جزائر المستقبل، طبعا لم تشفع صرخات الأحزاب الحديثة النشأة بضرورة الإسراع في تسليم المشعل للشباب ، وإتاحة الفرصة لهم للمساهمة في بناء دولة قوية بأفكار جديدة تماشيا مع ظروف العولمة وطموح الشباب، و أن المستقبل لهذه الفئة أكثر من غيرهم وعلى جميع الأصعدة ، طبعا الرسالة قُرِأتْ بأنه صراع بين الأجيال، و أن دعاة التشبيب يريدون غلق صفحة الماضي، أو التاريخ إن صح التعبير، و تناسوا أن هؤلاء هم ابناء الجزائر أحبوا أم كرهوا، و عائلاتهم لم تشهد عليها الخيانة للثورة و للمجاهدين و الشهداء، و الدليل أن تدني نسبة المشاركة في الانتخابات كشفت عزوف المواطن الجزائري، و هذا يعكس حجم الأزمة السياسية في الجزائر، فلماذا الاحتكار و الإستبداد في بلد الشهداء؟.
علجية عيش