قال المفكر الإسلامي سعد الدين الهلالي استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر في لقاء خصته معه القناة الفضائية المصرية أمس حول تاريخ الهجرة و أسبابها أن الخطاب الديني مغلوط فيه منذ سنين طويلة و عقود طويلة، و كان شِبْهْ غسيل مخ، حيث اعتقد الجميع بوجود الدولة الإسلامية، و أوضح أن الخطاب الديني يختلف من نبيّ لآخر و العصر الذي عاش فيه، كما أن الدين الإسلامي لم ينشر بحدّ السّيف كما يزعم البعض من أعداء الإسلام، الذين يحاولون إلصاق صفة "الإرهاب" بالمسلمين، و دعا سعد الدين الهلالي العلماء المسلمين و الدعاة منهم إلى الكف عن تغليط الشّباب المسلم و غسل مخه - كما قال هو- و زرع السموم في أذهانهم، و أن يقارنوا بين الجهاد الإسلامي في تلك الفترة، و بين الجهاد اليوم، في إشارة منه إلى تنظيم "داعش"، واصفا إيمانهم بأنه "طايواني" ، هذا ما قاله الهلالي و قضايا أخرى نتحفظ عنها خشية من تأزم الوضع بين المسلمين أكثر ممّا هو متأزم الآن، لكن القضية التي لم يتطرق لها سعد الدين الهلالي و هو يتكلم عن الحروب و معاناة المسلمين و بالأخص الفترة التي هاجر فيها الرّسول ( صلعم)، و قال أن النبي أُخْرِجَ من مكة مجبرا و مكرها و لم يخرج بإرادته، حيث كان توجهه إلى المدينة، و أنه لم يخرج من أجل طلب "الزّعامة" بل من أجل نشر رسالة الإسلام، و تحدث سعد الدين الهلالي عن الأحداث التي وقعت أثناء بيعة العقبة الكبيرة، ثم الصراع الذي وقع بين الأمويين و العلويين ، عندما انتقلت العاصمة إلى الكوفة، و كيف ألغى أبو بكر الصديق "البيعة" و استخلف عمر بن الخطاب ليس هذا مضمون طرحنا الذي نريد أن نسلط عليه الضوء، و إنما عدم تطرق العلماء و الفقهاء و المفكرين الإسلاميين بين مفهومَيْ " اللُّجُوء و الهِجْرَة"، و مقارنته بمصطلح " النفي" ، ألا نعتبر أنّ خروج الرّسول ( ص) من مكة إلى المدينة مُكْرَهًا و ليس عن طوع، كان لُجُوءًا و ليس هجرة؟، و ما الفرق بين المصطلحين؟ فقد يهاجر المرء عن طوع، أي بإرادته مثلما نشهده اليوم، من أجل البحث عن العيش الرغد و الرفاهية، وكسب المال و تغيير نمط الحياة، ثم أن ما نقرأه عمّن يسمونهم اليوم بـ:"اللاجئين" من الجزائريين أيام الاستعمار الفرنسي، هناك من تعرضوا للإضطهاد بعدما هُدِّمَتْ مساكنهم و انتُزِعت منهم أراضيهم، و تعرضوا للنفي من بلادهم من قبل الاستعمار الفرنسي، فكانوا مجبرين على الهجرة أو اللجوء و لنسميها كما نشاء..
علجية عيش