(مهرجان قرطاج "أرض السلام" بلهجات مغاربية و خليجية)
أشاد المنشد التونسي مقداد السهيلي بالعلاقات الجزائرية التونسية و ما يربطها من تاريخ عريق ، مؤكدا أنه يمكن لتونس أن تكون لها علاقة مع بقية الدول إلى الجزائر، لأن تونس هي الجزائر و الجزائر هي تونس، و كنقيب الفنانين و رئيس جمعية دار الموسيقى عبّر عن تشاؤمه للوضع المزري الذي يعيشه الفنان لغياب سياسة واضحة تدعم الفنان و المثقف العربي و المثقف المغاربي خاصة، مثمنا جهود الجزائر في تكريس هذه العلاقات المتجذرة في التاريخ عقب الأحقاب المتتالية، هذه الذاكرة أضاف لن تبيد و ستمتد جذورها لكي تثمر فروعها بكل بقاع العالم
عرض المنشد التونسي مقداد السهيلي في لقاء صحفي نشطه بفندق نوفوتيل قسنطينة تجربته الفنية و ماذا أكسبته من معارف من خلال مشاركاته في المهرجانات المحلية و الدولية، و قال ان الفنان له يد فاعلة في تفعيل الحراك الثقافي و السياسي، مهما اختلفت اللغة و الأساليب و الأداء، فكل المؤسسات العاملة في هذا المجال لها محاولات البناء الفكري و السياسي، لبناء جسور التآخي و تأسيس علاقة متينة على مستوى مغاربي و المساهمة في بناء اتحاد المغرب العربي، و أضاف بالقول أن قوانين الفنان لا تكفي وحدها لضمان حقوق الفنان و حماية منتوجه الفكري و تأمين ملكيته الفكرية، أو حمايته اجتماعيا، و في هذا الإطار انتقد الفنان مقداد السهيلي الأحزاب السياسية التي تفتقر إلى برامج ثقافية ، و لا تولي أهمية لما تقدمه النخبة المثقفة التي تعتبر مرآة الشعوب ، و تحدث السهيلي عن قانون الفنان في تونس و الذي مازال يفتقر إلى المبادئ و الآليات لتفعيله، مشيرا أنه تم وضع 16 نقطة في مسودة القانون الجديد و المصادقة عليه أمام مجلس نواب الشعب، كما توجد في تونس 644 شركة تنشط في مجال السمعي البصري ، لكنها في حاجة إلى دعم أكبر من طرف الحكومة .
حول رسالة الفنان و المثقف و دورهما في الإنماء الفكري في ظل الحراك السياسي الذي تشهده الشعوب المغاربية، قال المنشد مقداد السهيلي ، لا يوجد فرق بين المثقف و الفنان و لا يمكن الفصل بينهما، لأن الاثنان يفتحان الباب للوعي الجماعي، و لهما مسؤولية كبيرة في إصلاح الوضع العام للبلاد، كل و المجال الذي يعمل فيه للوصول إلى المدينة الفاضلة، و عن الدور الذي يلعبه فن الإنشاد قال مقداد السهيلي أن الإنشاد فن موسيقي، بل هو عقيدة و رسالة فكرية و دينية تربط المخلوق بالخالق، و تجعله في صلة روحانية سامية نقية، و هذه العلاقة لا تحتاج إلى وسيط، للعلم أن الفنان السهيلي هو نقيب الفنانين و رئيس جمعية دار الموسيقى ، و قد تحدث عن الأنشطة التي تقوم بها الجمعية و مسعاها في الحفاظ على الطبوع الفنية الإنشادية، كما عرض الفنان السهيلي رؤيته الإستشراقية لمستقبل الجمعية و أفاقها حتى تزاوج بين ما هو حضاري و ثقافي و روحي و صوفي، من أجل التسامي و الرقي الموسيقي و الفني.
و في هذا السياق كشف رئيس الجمعية عن مشاريعه المقبلة في إطار التوأمة بين الجمعيات الثقافية التونسية الفرنسية ، و بالتحديد جمعية opus des arts الفرنسية التي تترأسها فروينك بارو بباريس، و هذا من أجل توطيد العلاقة بين الجمعيات الثقافية، و عن المهرجان الدولي للإنشاد في طبعته السابعة قال مقداد السهيلي أن هذه الطبعة لهي دليل على أن المهرجان بدأ يشتد عوده و يكبر ، حتى يصبح أكثر عالمية، و الفضل يعود للساهرين على إنجاح المهرجان و في مقدمتهم وزارة الثقافة التي يقودها شاعر فنان يتمتع بحس فني، مؤكدا أنه لا خوف على الثقافة إذا كانت الدائرة الثقافية يسيرها مثقفون، أما عن إدارة أعمال الفنانين في تونس كشف السيد راضي أصيود مدير أعمال الفنان مقداد السهيلي عن مشروع مهرجان قرطاج تحت عنوان: " أرض السلام"، سيتم عرضه بمختلف اللهجات المغاربية و الخليجية، الهدف من المهرجان ترويج الفن التونسي، و الثقافة التونسية، و رسم لوحة للتعايش السلمي بين الشعوب، و إعطاء صورة لما وصلت إليه تونس بعد ثورة البوعزيزي، إلا أن هذا المشروع يواجه عدة عقبات بسبب نقص التمويل الذي تسبب في عزوف الشركات و رؤوس الأموال، و هو المشكل الذي تعاني منه تونس حاليا.
علجية عيش
- المرفقات
- 1525680892.jpg
- لا تتوفر على صلاحيات كافية لتحميل هذه المرفقات.
- (70 Ko) عدد مرات التنزيل 0