كلمة المناضل رابح بيطاط رئيس االدولة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التأسيسي
للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية ( الأحد 07 يناير 1979 )
بسم الله الرحمن الرحيم.
أيها الاخوة، و الأخوات،
رغم الانشغالات العديدة، والوقت الضيق فرضت على نفسي أن أتولى شخصيا افتتاح مؤتمركم التأسيسي، إن هذا المؤتمر هو خاتمة لسلسلة من مؤتمرات المنظمات الجماهيرية، العمال والفلاحين والمجاهدين والنساء، وهو فاتحة للتحضير للمؤتمر القادم للحزب، وقد كان رئيسنا الراحل سطر كل هذه المراحل لاستكمال بناء مؤسسات الدولة، إن مؤتمركم هذا، هو من أهم المؤتمرات حيث أنكم تمثلون أكثر من نصف القوى الحية للثورة ، وقد كنتم وستبقون محط أمل مستقبل ثورتنا وخير خلف لجيل أول نوفمبر، حقا لقد أدت الشبيبة دورها كاملا في مراحل بناء وتشييد الثورة الاشتراكية، سواء في ميدان الثورة الزراعية والتطوع والخدمة الوطنية وفتح الطريق الصحراوي، وإقامة السد الأخضر، أو المشاركة في الدفاع عن مكاسب الثورة وحماية البلاد. وسيتم بطريقة شرعية تعيين قيادة للبلاد خلال 45 يوما التي حددها الدستور، وسيشارك اتحاد الشبيبة في مؤتمر الحزب، مشاركة بناءة، وإن دل هذا على شيء، فإنما يدل على صحة البلاد وسلامة مؤسساتها، وقوة ثورتنا التي عرفت كيف تتغلب على الصعاب وتخرج منتصرة دائما في كل معاركها، أن أحسن درس تعطونه لأعداء الثورة والمتربصين بها، هو التمسك بالخط الذي رسمه رئيسنا الراحل الرئيس هواري بومدين، وبمبادئ الثورة الاشتراكية المنصوص عليها في الميثاق الوطني وتحويلها إلى واقع عملي من أجل مواصلة بناء المجتمع الاشتراكي.
كيف يمكن لأعداء الثورة أن يداهمهم شك في جزائر تمثلونها اليوم، أيها الشباب، فنحن كقيادة سياسية، لم يخامرنا شك في دوركم أنتم الذين تربيتم في الكفاح، أنتم كقوة قوية تنظر على المستقبل بأمل، ولنا فيكم ثقة تامة، إن ثورتنا هي ثورة شبيبة وعمال وفلاحين، ومن ثم فقد كان وداع هذه القوى الحية للثورة للقائد الراحل، ليس فقط بمثابة عهد، وإنما عهد بالتمسك بالخطة الاشتراكية، وبأن الجزائر كانت وستبقى اشتراكية، إن الجزائر لا تخاف من أية قوة وخاصة من أعداء الثورة في الخارج، فالثورة زاحفة وستلفظ وترفض العناصر غير الصالحة سنواصل المسيرة على النهج التقدمي الاشتراكي، وسنناضل في إطار جبهة الصمود والتصدي وسنواصل دعمنا لكفاح الشعب الصحراوي وقضيته العادلة، تأكدوا أن الجزائر ستقف إلى جانب القضايا العادلة التي هي بالنسبة للثورة ليست قضية أشخاص، لأن رئيسنا الراحل هواري بومدين، كان يعمل مع قيادة وشعب، ولقد كانت القضايا العادلة وستبقى قضية الثورة الجزائرية والشعب الجزائرين لقد برهنا للأعداء بأننا قادرون على حل مشاكلنا وسنبرهن لهم على أننا سنجتاز هذه المرحلة الانتقالية بانتصار.