رئيس الجمهورية يدعو الأئمة و شيوخ الزوايا إلى محاربة التطرف و غرس الوعي الديني في عقول الشباب الجزائري المسلم
دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في رسالة وجهها إلى شيوخ الزوايا و الأئمة و العلماء الجزائريين خلال انطلاق فعاليات الأسبوع الوطني السابع عشر للقرآن الكريم إلى محاربة التطرف و تبني المطارحات الفكرية و الحوارات الهادفة من أجل خدمة الأمة الجزائرية، و الالتفاف حول المرجعية الدينية التي تبنتها الجزائر و هي العمل بالقرآن و سنة رسوله، التي استطاع الشعب الجزائري القضاء على الفتنة و سد الطريق لتسلل الطائفية إلى عقول الشباب المسلم و تحصينه ضد الأفكار الهدامة و إبطال الإرهاب و مستنداته المشبوهة
و قال رئيس الجمهورية في رسالتة التي تلاها مستشاره محمد علي بوغازي و أمام آلاف المشاركين في الأسبوع الوطني للقرآن الكريم الذي انطلقت فعالياته أمس بقاعة العروض الكبرى أحمد باي قسنطينة أن الإرهاب أساء إلى الإسلام و المسلمين و جعلهم يظنون بالرسول و الإسلام الظنون و يسيئون إلى القرآن و هو كتاب الهداية و التنوير، مشيرا إلى الجهود التي بذلتها الدولة الجزائرية في تحصين الشباب من التطرف في إطار السلم و المصالحة الوطنية و التماسك الاجتماعي ، و دعا رئيس الجمهورية في هذا الإطار إلى ترقية معاني المواطنة الحقّة و القبول بالرأي الآخر، و أضاف رئيس الجمهورية في رسالته بالقول: "إن ما يؤرق العلاقات هو الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، و قد طالب الوزير الأول بأن يصارح الشعب بحقيقة الواقع و الإقلاع نحو اقتصاد متنوع بالاعتماد على قطاع الفلاحة و نبذ الإسراف و محاربة التبذير و ترشيد الإنفاق العمومي"، موضحا بأن هذا الملتقى من شانه أن يؤسس للضمير المهني و تدارك التأخر الذي سببته السنوات الأخيرة و مواجهة مشاعر الإحباط، و هو كما قال أي الملتقى فرصة للتدبر في كتاب الله و استخراج منه التعاليم الصحيحة و القوية لتحصين الشباب حتى لا يستجيب إلى الدعوات المذهبية و الطائفية و التطرف و الجريمة ، و إدماجه في مشروع حياة مستقبلية و هذا وفاء للشهداء و للعلماء الأجلاء.
و من جهته أكد وزير الشؤون الدينية و الأوقاف خلال افتتاحه التظاهرة أن أسبوع القرآن الكريم يدخل في إطار حركة الإصلاح و روح الثقافة الجزائرية الإسلامية الأصيلة و الأصالة، موضحا أن الأسبوع الوطني للقرآن الكريم اليوم يعرف تقدما ملموسا منذ أن تقرر تعميمه عبر ولايات الوطن و هذا بفضل الاهتمام الذي أولاه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة منذ أن دعا إلى تنظيمه في سنة 2000 من اجل تشجيع الشباب على حفظ آيات الذكر و التمسك بدين الإسلام و الحفاظ على المرجعية الدينية التي اتبعتها الجزائر من خلال التمسك بكتاب الله و سنة رسوله ، و وضع خطة طريق و منهج عمل و مسلك تسلكه أسرة المساجد والزوايا في جو الوحدة و الوسطية و التضامن، و كل الفضاءات الثقافية و الروحية، و تحميل محتوى القرآن في قيمة العمل، التي نحتاجها في مثل هذا الظرف بالذات أضاف محمد عيسى الذي أكد أن الملتقى سوف يحلل رسالة الرئيس في الخطابات المسجدية، و تحدث وزير الشؤون الدينية و الأوقاف في ندوة صحفية نشطها على هامش افتتاح الأسبوع الوطني للقرآن الكريم عما يروجه المتطرفون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و التي اعتبرها وسائل استقطاب للشباب لتبني الأفكار المتطرفة، الهدف منها تقسيم العالم الإسلامي ، ليشير ان هؤلاء يريدون ان يذوب المجتمع الجزائري المسلم السني في هوية مذهبية و أن تذوب الوطنية في الدولة الافتراضية.
و كشف وزير الشؤون الدينية و الأوقاف عن المشروع الذي أطلقه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة و هو إنشاء مرصد وطني بتابع تحركات المتطرفين، و هذا من اجل مواده الفكر التطرفي الإلكتروني،و الجامعية و تأمين الفضاءات المدرسية ، و أكد محمد عيسى في هذا الصدد أن المساجد في الجزائر محصنة منذ ميثاق السلم و المصالحة الوطنية، من خلال تكريس الخطاب المسجدي المعتدل، و حول مشروع مفتي الجمهورية أشار محمد عيسى إلى أنه هناك هيئة تعمل لتحضير المشروع تضم مجموعة من العلماء و أساتذة جامعيين بكل تخصصاتهم، موضحا ان مفتي الجمهورية لا يتناقض مع أفكار المجلس الإسلامي الأعلى ، مؤكدا أنه مع التعديل الدستوري و بمجرد المصادقة عليه من طرف البرلمان يصبح المشروع وثيقة مرجعية يعتمد عليها، و من ثم يتم النظر إن أمكن إدماج المشروع ضمن المجلس الإسلامي الأعلى ، و انتقد الوزير المجالس العلمية التي في كل مرة تطلق فتاوى لا يعرف مصدرها، مضيفا أن الكثير من يسمون أنفسهم " شيوخا" ، هم في الحقيقة حاخامات أو لا دينيين ، و أما عن ظاهرة "القرآنيين" التي بدأت تعرف انتشارا في الجزائر ، قال محمد عيسى أن هؤلاء لم ينشاوا داخل المسجد و قد باعوا أنفسهم مقابل المال، مذكرا في ذلك بالصراع السني الشيعي و كل الحركات ألإباحية التي أضحت تنخر المجتمع الجزائري المسلم.
علجية عيش