ماهو"النضال" و من هو المناضل الحقيقي؟
"العصبيّة الحزبية" فسيفساءٌ "عنصرية " في منتهى التعقيد
ربما أصبح ضروريا بل إجباريا البحث عن "رجال" بأوصاف "البانتو Bantou " و استيرادهم من جنوب أفريقيا لانتزاع الحقوق السياسية و النضالية داخل الأحزاب السياسية و القضاء على ظاهرة "القبلية الحزبية" التي تحولت مع الزمن إلى "فسيفساء عنصرية" في منتهى التعقيد و بخاصة في جزائر التعددية
تحول "النضال" داخل الأحزاب السياسية إلى نضال عصبوي أو نضال فئوي، كأن تناضل مجموعة تنتمي إلى منطقة ما من أجل نصرة من ينتمي إلى منطقتها حتى لو كان يفتقر إلى المؤهلات أو القدرة على تسيير الحزب، أو نجد عناصر تنتمي إلى منظمات جماهيرية و جمعيات، و كل هذا يعود إلى عدم التفريق بين العمل الحزبي و العمل الجماهيري أو الجمعوي، فالحزب مجموعة من المواطنين يؤمنون بأهداف سياسية و إيديولوجية مشتركة، و ينظمون أنفسهم بهدف الوصول إلى تحقيق برنامج الحزب، أما المنظمات الجماهيرية أو الجمعيات فهي أشكال من التنظيم الجماهيري الواسع من أجل تحقيق مطالب أو أهداف اجتماعية و مهنية (نقابات) لاسيما و القوانين تمنع هذه المنظمات أو الجمعيات من الممارسة السياسية إذا قلنا أن دور كل منهما يختلف عن الآخر، و هي ممارسات ساهمت في خلق الضبابية لدى الأحزاب السياسية وولدت " العنصرية الحزبية " لأن المناضل داخل تنظيم معين (منظمة وطنية أو جمعية) يختلف عن المناضل داخل الحزب، باختلاف البرنامج.
و يرى محللون أن العنصرية الحزبية ناشئة عن كون المنتمون إلى الحزب لا يفرقون بين الحزب و المنظمة أو الجمعية، فإيديولوجية الحزب تخص ذلك المواطن "الحرّ" الذي ينخرط في صفوف هذا الحزب و يؤمن بإيديولوجيته، و أن العمل الجماهيري الصحيح هو العمل المتحرر و المتفتح على أوسع الجماهير لتحسين أوضاعها المادية و المعنوية حتى لو كانت تنتمي إلى أحزاب أخرى، و هو ما لا يوجد في منظماتنا التي تسيّست و أصبح مناضلوها يمارسون الفكر القمعي لضرب الأحزاب الأخرى و يكفي أن نقف على الصراع القائم بين منظمتي أبناء الشهداء و أبناء المجاهدين اللتان تضمان عناصر من مختلف التشكيلات السياسية، بحيث كل واحد يحاول أن يسلط إيديولوجية الحزب الذي ينتمي إليه على هذه المنظمة و نسيت الهدف الذي أسست لأجله، و طالت هذه الظاهرة المنظمات الطلابية و اتحاد الشبيبة ، بحيث أضحت هذه التنظيمات لعبة بين أيدي الأحزاب السياسية، و ورقة مربحة في كل المواعيد الانتخابية.
______
علجية عيش التحرير الجزائرية
http://www.altahrironline.com/pdf/817.pdf